قال ارسطو فاما المحققون للاقاويل فمنهم من يجعل الانواع من المضاف ولا يرون ان شيئا بنفسه يكون جنسا ومنهم من يقول بالانسان الثالث وهم يرفعون بالوحدة الاقاويل التى فى الانواع وخاصة التى يرى القائلون بالانواع انها هذه ويلزم من ذلك الا تكون الاثنينية متقدمة على العدد وهذا ايضا فمضاف الى شىء ثم هو يقال على نفسه وسائر ما قال به قوم من الاراء فى الصور وزلوا فيه من قبل المبادى التفسير يقول ان المحققين من الحكماء هم الذين يرون ان الانواع من المضاف وانها امور ليست موجودة بذاتها اذ كان بينا من امر المضاف انه انما يقال بالاضافة الى شىء وانه اذا ارتفع الذى يضاف اليه ارتفع فاما ان الانواع من المضاف فهو بين من حدودها وذلك ان النوع هو اخص كليين يليق ان يجاب به فى جواب ما هو الشىء كما قيل فى صناعة المنطق وقوله ومنهم من يقول بالانسان الثالث يريد ان منهم من كان يقول انه كما يلزم ان يوجد للانسان المحسوس انسان معقول كذلك يلزم ان يوجد للانسان المعقول من حيث هو موجود فى النفس انسان ثالث معقول وقوله ويرفعون بالوحدة الاقاويل التى فى الانواع وخاصة التى يرى القائلون بالانواع انها هذه يريد وهم يرفعون بوضعهم الصور واحدة بالعدد حدود الانواع لان الواحد بالعدد لا يحمل على كثيرين والنوع هو معنى واحد بالصورة ولذلك قيل فى حده انه الكلى المحمول على كثيرين من طريق ما هو واكثر ما يلزم هذا من يقول ان طبيعة الانواع المفارقة هى طبيعة المحسوسات بعينها وقوله ويلزم من ذلك الا تكون الاثنينية متقدمة على العدد يريد انه اذا كانت الاجناس والانواع امورا قائمة بذاتها انه يلزم ان تكون متقدمة على الاسطقسات التى منها تركبت الاشياء الداخلة تحت ذلك الجنس لان المعقول العام يكون متقدما بالسببية والزمان على الشىء الذى تحته فيكون الاثنان الذى منه يتركب العدد متاخرا عن العدد والمركبات من الاسطقسات الاربعة اعنى الاجسام المتشابهة الاجزاء متقدمة على الاسطقسات الاربعة وقوله وهذا مضاف الى شىء يريد وكيف يكون العدد متقدما على الاثنينية والاثنينية موجودة بذاتها والعدد من المضاف وقوله ويكون هو يقال على نفسه يريد ان العدد اذا وضع مفارقا وكان ابدا مقولا على غيره لزم ان يقال على نفسه وذلك مستحيل وقوله وسائر ما قال به قوم من الاراء فى الصور وزلوا فيه من قبل المبادى يريد وتلزم هذه المحالات جميع الاراء التى قال بها جميع من ادخل الصور وزلوا فى ذلك من قبل فحصهم عن المبادى
Page 118