قال ارسطو وايضا ليس يتبين بالانحاء التى تتبين وجود الانواع وان لهذه وجودا وذلك لان بعضها لا يكون منه قياس ضرورة ومن بعضها ليس يتبين لنا التى ظن بها انها انواع أما بحسب الاقاويل الماخوذة من العلوم فانما تكون الانواع للاشياء التى هى علوم اما من الواحد فى كثيرين وإما من الموجبات وأما من تصور شيئا فاسدا من الفاسدات فانما ذلك خيال ما لهذه الاشياء التفسير يقول وايضا فانه ليس ببين ان للجوهر الكلى وجودا بالنحو الذى هو للجوهر المشار اليه وذلك ان الجوهر المشار اليه ليس يكون منه قياس البتة وانما يكون قياس من قبل الجوهر الكلى والجوهر الكلى ليس يكون عليه قياس اصلا فالجوهران متباينان وقوله اما بحسب الاقاويل الى قوله واما من الموجبات يريد اما الاقاويل التى هى اجزاء براهين وتسمى علوما فانها ليست شيئا اكثر من الانواع وهذه هى المتقومة من الكلى الذى يقال فى رسمه انه واحد محمول على كثيرين ومن الموجبات التى يقال فى رسمها انها حمل شىء على شىء ولما عرف الفرق بين الجزئيات والانواع اراد ان يعرف الفرق بين طبيعة الخيال والعقل فقال واما من تصور الى اخر الفصل يريد واما من تصور فاسدا من الفاسدات فانما ذلك خيال لا معقول ويعنى بالفاسدات الاشخاص التى دخولها تحت الاجناس التى هى علوم كدخولها تحت الكلى المحمول على كثيرين وكدخولها تحت الموجبة والسالبة وذلك ان الكلى ليس له وجود الا من حيث هو علم اى من حيث هو فى النفس وكذلك الموجبة والسالبة فقوله واما من تصور شيئا فاسدا من الفاسدات فانما ذلك خيال ما لهذه الاشياء يريد ان الادراكات التى تسمى العلوم انما هى لاشياء هى فى المحسوسات غير كائنة ولا فاسدة الا بالعرض وهى المعانى الكليات التى يدركها العقل فيها وهى الصور واما الادراكات التى تكون للكائنة الفاسدة وهى الاشخاص المجتمعة من المادة والصورة فان ذلك ليس هو علما لها وانما هو خيال لها فكأنه اراد ان لهذه الامور المحسوسة نوعين من الادراك نوع ليس هو علما لها وانما هو خيال ونوع هو علم لها وهو معقولاتها الكلية
[28] Textus/Commentum
Page 116