قال ارسطو فاذا ظنوا بشىء ما من الجزئيات ظنا كان على ما ظنوه ويقولون ان ما يكون فوق واسفل والجور والاختلاط والتمييز هو برهان لان كل واحد من هذه هو عدد فيلزم ان تكون الاعظام على هذا النحو متقومة من كثرة لان انفعال كل واحد منها يتبع كل واحد من الاماكن فتراه يكون هذا العدد الذى فى السماء وهو الذى يجب ان يعتقد انه كل واحد من هذه او شىء قريب منه التفسير يريد ويلزم هذا الراى ان يكون العلم بالجزئيات ثابتا غير متبدل لان العدد غير متبدل فيجب ان تكون المحسوسات غير متغيرة فى جوهرها اذ كانت عددا وقوله ويقولون ان ما يكون فوق واسفل والجور والاختلاط والتمييز هو برهان لان كل واحد من هذه هو عدد يريد ان كون الموجودات اكثرها ازواجا مثل العلو والسفل وسائر الاضداد يدل على ان الموجودات عدد ولما وضع هذا من قولهم قال فيلزم ان تكون الاعظام على هذا النحو متقومة من كثرة لان انفعال كل واحد منها يتبع كل واحد من الاماكن فتراه يكون هذا العدد الذى فى السماء يريد فيلزم على هذا الوضع ان تكون الاجسام كلها مركبة من كثرة عددية فتكون طبيعة جميعها طبيعة واحدة وان تكون الفصول التى فيها والانفعالات التى من قبلها تختلف فى الاسماء والحدود التى تدل عليها الاسماء حتى تسمى بعض الاجسام سماء وبعضها ماء وبعضها هواء وبعضها نار انما استفادتها هذه الاجسام من قبل الاماكن لا أن لها فصولا جوهرية هى التى اقتضت لها هذه الاماكن بل الامر بالعكس وهذا غاية الشناعة فانه يلزم هذا الوضع ان يكون الجسم الواحد بعينه ذو الطبيعة الواحدة بعينها اذا وضع فوق سمى سماء وحد بحد السماء وكان ازليا من قبل الموضع واذا كان اسفل كان كائنا فاسدا من قبل الموضع وسمى نارا او ارضا او هواء او ماء وهذا كله شنيع مستحيل ولما كانت هذه الاشياء الشنيعة لم يقولوا بها صراحا ولاكنها لازمة لهم عن اقاويلهم قال وهو الذى يجب ان يعتقد انه كل واحد من هذه او شىء قريب منه يريد وهذا الذى لزمهم هو الذى يجب ان يعتقد فى كل واحد من الاجسام على مذهبهم او قريب منه ولما كان هذا النحو من الشناعة لا يلزم من قال ان الاعداد مبادى الموجودات المحسوسة على انها صور لها وحدود لا انها المحسوسة انفسها كما وضع هولاء قال
[24] Textus/Commentum
Page 110