قال ارسطو وكيف يمكن ان يكون كون وفساد من غير حركة واستحالة والافعال المختلفة التى تكون من السماء وان سلم لهم او بان انه يكون من هذه الاشياء عظم فعلى اى نحو تراه يكون لان من الاجسام ما هو خفيف ومنها ما له ثقل سوى التى وضعوها وقالوا ليس شىء اولى منها وهى الاجسام التعاليمية والمحسوسة فلذلك لم يقولوا فى النار وما شابهها من الاجسام ولا اراهم قالوا ايضا فى المحسوسات قولا لائقا بها التفسير يريد واذا كانت الاشياء عددا لم يكن هنالك حركة اصلا واذا لم تكن حركة ولا استحالة ولا حركات سماوية مختلفة لم يمكن ان يكون هنالك كون ولا فساد ثم قال وان سلم لهم او بان انه يكون من هذه الاشياء عظم فعلى اى نحو تراه يكون يريد ان من المحال الذى يلزمهم ان يجتمع من الكمية المنفصلة اعنى الاحاد التى لا تتماس ولا تتصل عظم متصل ولا كن ان سلم لهم هذا او فرضنا انه قد يمكن ان يبين فعلى اى نحو يكون اختلاف هذه الاجسام الطبيعية ثم قال لان من الاجسام ما هو خفيف ومنها ما له ثقل سوى التى وضعوها وقالوا ليس شىء اولى منها وهى الاجسام التعاليمية والمحسوسة يريد لانه من الظاهر ان الاجسام المحسوسة منها ما هو ثقيل ومنها ما هو خفيف فكيف يمكنهم ان ياتوا بسبب الثقل والخفة مع ان الجسم الثقيل والخفيف وبالجملة المحسوس هو والجسم التعاليمى عندهم جسم واحد بعينه وذلك انهم لا يضعون الاجسام التعاليمية متقدمة بالجوهر والحد على الاجسام المحسوسة كما يفعل الذين يجعلون الاجسام التعاليمية مبادى الاجسام المحسوسة فان هولاء يقولون ان الاجسام صنفان تعاليمية ومحسوسة والتعاليمية متقدمة على المحسوسة بالوجود والحد واما هولاء فليس يضعون واحدا منها متقدما على الثانى بل ليس يضعونها متعددة فضلا عن ان يكون بعضها متقدما على بعض بل يضعون الاجسام التعاليمية اعنى المؤلفة من العدد هى المحسوسات بعينها فليس يقدرون ان ياتوا بالسبب الذى من قبله صار بعضها ثقيلا وبعضها خفيفا الا ان تكون الموجودات التعاليمية منها ما هى ثقال ومنها ما هى خفيفة وذلك كله شنيع ومستحيل وانما لحقهم الا يقولوا قولا لائقا بالمحسوسات من قبل انهم راموا ان يعطوا اسباب الاشياء المتحركة من الغير متحركة
[22] Textus/Commentum
Page 107