قال ارسطوطاليس اما الذين يدعون فيثاغوريين فانهم يستعملون المبادى والاسطقسات استعمالا مباينا لما يستعمله المتكلمون فى الطبيعيات وسبب ذلك انهم لم ياخذوا هذه الاسباب من المحسوسات فان الامور التعاليمية من الموجودات هى بلا حركة سوى ما كان منها فى التنجيم وهولاء يتشاجرون دائما ويتكلمون فى الطبيعة ويراعون ما يعرف من السماء وأجزائها والافعال والانفعالات ولوازم هذه ويدفعون اليها المبادى والاسباب كيما يعدون لنا فى الطبيعيين فان الموجودات انما هو ما كان منها محسوسا وتاخذ الشىء الذى يسمى سماء ويقولون فى الاسباب والمبادى اقاويل كثيرة على ما ذكرنا التفسير لما عرف ان من هذا البحث يقدر الانسان ان يقف على خطا هولاء الذين خلطوا الجنسين من الموجودات اعنى المحسوس والمعقول بان جعلوا المعقول سببا للمحسوس اخذ فى بيان ذلك فقال اما الذين يدعون فيثاغوريين فانهم استعملوا المبادى والاسطقسات استعمالا مباينا لما استعمله المتكلمون فى الطبيعيات يريد ان ال فيثاغورش جعلوا اسباب الامور الطبيعية اشياء غير مناسبة ولا ذاتية للامور الطبيعية ثم قال والسبب فى ذلك انهم لم ياخذوا هذه الاشياء من المحسوسات فان الامور التعاليمية من الامور الموجودات هى بلا حركة سوى ما كان منها فى التنجيم يريد والسبب فى جعلهم للامور الطبيعية مبادى غير مناسبة انهم لم يطلبوا مبادى المحسوسة من حيث هى محسوسة ومتحركة وانما طلبوا مبادئها من الامور الغير متحركة وهى التعاليم فانه ليس فيها حركة ما عدى علم الهيئة ومبادى الامور المتحركة هى ضرورة غير مبادى الامور غير المتحركة وينبغى ان تعلم ان صاحب علم الهيئة وان كانت موضوعاته متحركة وهى الاجرام السماوية فانه ليس ينظر فى طبائعها من جهة ما هى متحركة وانما ينظر منها فى أشكالها وأوضاعها من جهة كيفيات حركاتها ومن جهة سرعتها وبطئها وينظر ايضا فى كمياتها واما صاحب العلم الطبيعى فينظر فى طبائعها من حيث هى متحركة ويبين أى نوع من الحركات يجوز عليها من التى لا تجوز ثم قال وهولاء يتشاجرون دائما ويتكلمون فى الطبيعة ويراعون ما يعرف من السماء واجزائها والافعال والانفعالات ولوازم هذه ويرفعون اليها المبادى والاسباب كيما يعدون لنا فى الطبيعيين الى اخر ما كتبناه يريد والفيثاغوريون مع انهم استعملوا فى الامور الطبيعية مبدا غير طبيعى يرومون ان يتشبهوا بالطبيعيين فيتكلمون فى الطبيعة وفى كلما يظهر من حركات السماء واجزائها على جهة ما يتكلم بها اصحاب العلم الطبيعى وفى الافعال والانفعالات التى تظهر فى الاشياء التى تحت السماء ويرومون فى جميع هذه ان يعطوا اسبابها من جهة الامور التعاليمية يعنى الاعداد وقوله كيما يعدون لنا فى الطبيعيين فان الموجودات انما هو ما كان محسوسا يريد انهم انما كانوا يتكلمون فى هذه الاشياء ليعدوا من المتكلمين فى الطبيعة لانهم كانوا يعترفون ان الامور الموجودة هى المحسوسات وان هاهنا اشياء غير محسوسة اعنى جواهر مفارقة هى مبادى الامور المحسوسة كما كان يرى ذلك كثير من القدماء وقوله حكاية عنهم ˺وتاخذ الشىء الذى يسمى سماء ويقولون فى الاسباب والمبادى اقاويل كثيرة يريد انهم كانوا يجعلون السماء من طبيعة الامور التى تحت السماء ويقولون فى اسباب ما يظهر فيها اقاويل كثيرة وانما اشار بذلك فيما احسب الى ما كانوا يجعلون انواع الاعداد سبب الموجودات مثل انهم كانوا يجعلون الزوج سببا للموجودات التى اتفق لها ان تكون زوجا ويجعلون الأفراد سببا للاشياء التى اتفق لها ان تكون افرادا مثل ان يجعلوا الثلاثية سببا لجميع الموجودات التى اتفق لها ان تكون ثلاثة وكذلك الرباعية والخماسية فان هذا الراى هو ماثور عن هولاء القوم ومشهور ويشبه ان يكون قد ذكره فيما سلف من المواضع التى انخرمت من هذا الكتاب ولذلك قال على ما ذكرنا˹
[20] Textus/Commentum
Page 104