قال ارسطاطاليس ولان له النظر فى الهوية بانها هوية وما هى وما لها بانها ولكن اذ الهوية التى تقال بنوع مبسوط تقال بانواع كثيرة وقد قلنا ان احدها يقال بنوع العرض واحدها يقال كالحقيقة والذى ليس بهوية كالباطل وبانواع اخر غير هذه اى بانواع اشكال القاطيغورياس مثل هذا الشىء ومنها هذه الكمية ومنها اين ومتى وما كان مما يدل على مثل هذا النوع وايضا سوى جميع هذه التى بالقوة وبالفعل فاذ تقال الهوية بانواع كثيرة فلنقل اولا فى التى تقال بنوع العرض فانه ليس علم من علوم الراى يستعمل هذا النوع والدليل على ذلك انه ليس يفحص عنه علم واحد لا علم فعلى ولا علم صناعى فان صانع البيت لا يصنع جميع الاشياء التى تعرض مع صنعة البيت التى هى غير متناهية فانه لا يصنع ان يكون البيت نافعا لبعض ولبعض ضارا ولبعض شهيا وبالجملة ان يكون بانواع اخر التى ليس يصنع البناء شيئا منها وبمثل هذا النوع الماسح ايضا لا ينظر فى الاشياء التى تعرض للاشكال على مثل هذا العرض ولا ان كان ذا ثلاث زوايا اخر وذا ثلاث زوايا له زاويتان قائمتان اخر وان كانت تتفق فى الكلمة فان العرض كانه اسم ما فقط ولذلك لم يسىء افلاطون بنوع ما حين رتب السوفسطيقى فيما ليس هو فان اقاويل السفسطانى اكثر ذلك فيما يلائم العرض مثل الذى يقال انه قبل جميع الاشياء وغير فان الموسقوس والنحوى هو هو ومجذف موسقوس ومجذف هو هو وكل الذى هو فلا يقال عليه ابدا مثل الذى هو موسقوس وصار نحويا والذى هو نحوى وصار موسقوس وجميع الاقاويل الاخر التى تشبه هذه فان العرض يرا قريبا من الذى ليس هو بنوع ما وذلك بين من الاقاويل التى تمثل ايضا فان الاشياء التى هى بنوع اخر فلها كون وفساد واما التى بنوع العرض فليس لها ذلك التفسير قوله ولان له النظر فى الهوية بانها هوية وما هى وما لها بانها يريد ولانه قد تبين ان هذا العلم له النظر فى الهوية بما هى هوية وذلك هو بان ينظر فيها ما هى وفى الاشياء الموجودة لها بما هى هوية وهو الذى اراد بقوله وما لها بانها اى ما يوجد لها بانها هوية يريد انه اذا كان الامر هكذا فقد يجب على صاحب هذا العلم ان يشرع فى معرفة الهوية ثم قال ولكن اذ الهوية التى تقال بنوع مبسوط تقال بانواع كثيرة وقد قلنا ان احدها يقال بنوع العرض واحدها يقال بالحقيقة والذى ليس بهوية كالباطل وبانواع اخر غير هذه اى بانواع اشكال القاطغورياس يريد ولكن قد تبين قبل ان الهوية المطلقة تقال على انواع اقسامها الاول الهوية التى بالعرض والتى بالذات وذلك ان اول القسمة هو هوية او لا هوية وهو الباطل ثم الهوية منها ما هى بالعرض ومنها ما هى بالذات والتى بالذات تنقسم الى المقولات العشر ثم اخذ يعدد اجناس المقولات فقال مثل هذا الشىء ومنها هذه الكمية ومنها اين ومنها متى وما كان مما يدل على مثل هذا النوع يريد مثل الهوية المقولة على الجوهر وعلى الكم وعلى الكيف وعلى الاين وعلى متى وعلى سائر المقولات وانما اراد انه اذا كان اسم الهوية يقال على جميعها فان صاحب هذا العلم يجب عليه النظر فى جميعها وان ينسبها الى الهوية الاولى التى هى العلة فى جميع الهويات ثم قال وايضا سوى جميع هذه التى تقال بالقوة وبالفعل يريد وتنقسم الهوية ايضا سوى هذه القسمة الى القوة والى الفعل ثم قال فاذ تقال الهويات بانواع كثيرة فلنقل اولا فى التى تقال بنوع العرض˹ ثم اتا بالسبب الذى من قبله ابتدا بالنظر فى الهوية التى بالعرض فقال فانه ليس علم من علوم الراى يستعمل هذا النوع يريد وانما استفتحنا الكلام بالنظر فى هذه الهوية ليعرف انه ليس ينظر هذا العلم فيها لئلا يغلطنا فى معرفة الهوية التى بالذات وما هذا شانه فواجب ان يقدم معرفته على جهة التحفظ منه ثم قال والدليل على ذلك انه ليس يفحص عنه علم واحد لا علم فعلى ولا علم صناعى فان صانع البيت لا يصنع جميع الاشياء التى تعرض مع صنعة البيت التى هى غير متناهية فانه لا يصنع ان يكون البيت لبعض ضارا ولبعض نافعا ولبعض شهيا يريد والدليل على ان صاحب هذا العلم ليس من شانه النظر فى الهوية التي بالعرض ان ما بالعرض ليس ينظر فيه صناعة من الصنائع لا علمية ولا عملية فان البناء الذى يصنع البيت لا ينظر فى ان يصنع فيه الامور العارضة له التى هى غير متناهية مثل ان يكون بيتا سعيدا لساكنه نافعا له لان هذا انما يكون من الاتفاقات الجميلة التى تعرض له ولا ان يكون ضارا ومشئوما لان هذا يعرض من قبل سوء بخت من البخوت الردية التى تعرض لساكنه وكذلك ما اشبه ذلك من امور غير متناهية وما هو غير متناه فغير معروف ولا محدود وقوله وبالجملة ان يكون بانواع اخر التى ليس يصنع البناء شيئا منها يريد ان البناء بالجملة لا يصنع البيت لا ضارا ولا نافعا ولا بانواع اخر من الامور التى تعرض للبيت ثم قال وبمثل هذا النوع الماسح ايضا لا ينظر فى الاشياء التى تعرض للاشكال على مثل هذا العرض ولا ان كان ذا ثلاث زوايا اخر وذا ثلاث زوايا له زاويتان قائمتان اخر يريد وكذلك المهندس ليس ينظر فى الاشياء التى توجد للاشكال بالعرض مثل انه لا ينظر فيما له من الاشكال ثلاث زوايا هل يعرض له ان يكون فيه ثلاث زوايا اخر ولا ينظر فيه هل يعرض له ان يكون فيه زوايا سوى الثلاثة مساوية لقائمتين اعنى غير الثلاث المساوية لقائمتين وهذا انما يعرض للمثلثات من جهة ما هى من خشب او نحاس او غير ذلك من المواد وقوله وان كانت تتفق فى الكلمة˹ يحتمل ان يريد وان كانت الزوايا العارضة للمثلث تتفق فى الحد مع الزوايا التى توجد بالذات للمثلث فى كونها مساوية لقائمتين ويحتمل ان يريد وان كان ما بالعرض يوافق ما بالذات فى اللفظ ولذلك قال بعد هذا ˺فان العرض كانه اسم ما فقط يريد فان ما بالعرض انما هو فى الحقيقة اسم صفر لا يدل على معنى ثم قال ولذلك لم يسىء افلاطون بنوع ما حين رتب السوفسطيقى فيما ليس فان اقاويل السوفسطانى اكثر ذلك فيما يلائم العرض يريد ولذلك لم يسىء افلاطون حين جعل الكلام السفسطانى فيما ليس بموجود ولم يجعله داخلا فى الموجود والسبب فى ذلك ان اكثر كلام السفسطانى هو فيما بالعرض وقوله مثل الذى يقال انه قبل جميع الاشياء وغير يريد ان الشىء الذى يقال فيه انه هو هو بالعرض هو الشىء الذى يقبل اى شىء اتفق من جميع الاشياء وغير ذلك الشىء على وتيرة مثل ما يعرض للانسان ان يقبل البياض وصناعة الموسقى وصناعة الملاحة واشياء لا نهاية لها فان امثال هذه هى التى يقال فيها هو هو بالعرض مثل قولنا الموسقوس هو الابيض وهو المجذف وهذا هو الذى اراد بقوله فان الموسقوس والنحوى هو هو ومجذف موسيقوس ومجذف هو هو يريد مثال ذلك الموسيقوس والنحوى اذا قبلهما انسان واحد فانه يقال ان الموسقوس هو هو النحوى ولاكن بالعرض وكذلك الجذافة وصناعة الموسيقى اذا قبلهما انسان واحد يقال فيه ان المجذف والموسقوس واحد لاكن بالعرض وكذلك يقال فى الانسان الذى قبل صناعة الجذف اى الضرب بالمجذاف انه هو هو المجذف ولكن بالعرض وقوله وكل الذى هو فلا يقال عليه ابدا مثل الذى هو موسقوس وصار نحويا والذى هو نحوى وصار موسقوس يريد وكل ما يقال فيه انه هو هو بالعرض فلا يقال دائما ولا على الاكثر مثل ما يقال النحوى هو موسقوس او صار موسقوس او الموسقوس صار نحويا وقوله وجميع الاقاويل الاخر التى تشبه هذه فان العرض يرى قريبا من الذى ليس هو بنوع يريد وكذلك كل ما كان محمولا من المحمولات العرضية فانه انما ادخله افلاطون فيما ليس بموجود لان ما بعرض يرى قريبا من الذى ليس هو بموجود اذ كان ما يوجد اقليا هو قريب مما ليس بموجود وهو الذى اراد بقوله فان العرض يرى قريبا من الذى ليس هو بنوع يريد من الذى ليس موجودا نوعا من الانواع وقوله وذلك بين من الاقاويل التى تمثل ايضا فان الاشياء التى هى بنوع اخر فلها كون وفساد واما التى بنوع العرض فليس لها ذلك يريد وكون الاشياء التى توجد بالعرض معدودة فيما ليس بموجود يظهر من الاشياء التى تستقرا فان الاشياء الموجودة بالذات هى التى لها نوع من الانواع وهى التى يوجد فيها الكون والفساد اعنى فى اشخاصها واما الاشياء الموجودة بالعرض فليس لها نوع من الانواع ولذلك ليس فيها كون ولا فساد وانما اراد انه ليس يوجد نوع من الانواع بالعرض
[5] Textus/Commentum
Page 721