قال ارسطاطاليس وينبغى الا يجهل الدال على ما هو بالانية والكلمة كيف هو كان الطلب من غير هذا هو فعل لا شىء فاما التى تحد والتى تدل على ما هو فمنها ما هى مثل الافطس ومنها ما هى مثل العمق والفصل فيما بين هذه ان بعضها هو ماخوذ مع العنصر واما العمق فلا فان الافطس هو عمق فى الانف واما العمق فمن غير عنصر محسوس وجميع الاشياء الطبيعية تقال شبيه بما يقال الافطس مثل الانف والعين والوجه واللحم والعظم وكلية الحيوان والورقة واللحا والاصل وكلية النبت فانه ليس يكون كلمة لشىء من هذه من غير حركة فبين ان فى الاشياء الطبيعية يطلب العنصر ما هو ويحد ولم هو ايضا فان للطبيعى فى العلم ان ينظر فى نفس ما وهى التى لا تكون من غير عنصر فبين من هذا ان العلم الطبيعى هو علم ما من علوم الراى وايضا العلم التعليمى هو من علوم الراى لكنه حيننا هذا ليس هو بينا ان كان علم الاشياء التى لا تتحرك مفارقة ايضا وان كان بينا ان بعض التعاليم لا يتحرك وهو مفارق وان كان شىء ما ابدى غير متحرك ومفارق ايضا فبين ان معرفته لعلم الراى لا للطبيعى لان العلم الطبيعى هو لاشياء متحركة ولا للتعليمى بل للذى هو قبل كل هذه فان العلم الطبيعى فلاشياء لا تفارق ولكنها ليست لا متحركة والتعليمية فبعضها لاشياء لا تتحرك لاكنها خليق ان لا تكون مفارقة بل كالتى فى عنصر واما العلم الاول فهو للاشياء المفارقة والتى لا تتحرك ايضا فمضطر ان تكون كلها موبدة واكثر ذلك هذه لان هذه علل للاشياء الظاهرة من الالاهية فاذا انواع الفلسفة الرائية ثلاثة التعليمية والطبيعية والالاهية القول فانه لا يجهل انه ان كان الاهى فهو فى مثل هذه الطبيعة وينبغى ان يكون العلم الشريف للجنس الشريف فان راى سائر العلوم موثر جدا وهذا العلم يوثر على جميع العلوم التى بالراى التفسير لما كان اختلاف الصنائع انما يكون من قبل اختلافها فى نحو استعمال الحدود اخذ يعرف ذلك فقال وينبغى الا يجهل الدال على ما هو بالانية والكلمة كيف هو كان الطلب من غير هذا هو فعل لا شىء يريد وينبغى الا يذهب علينا جهة استعمال الحدود الدالة على ما هو الشىء بانية كيف يكون فى صناعة صناعة وفى هذه الصناعة فان طلب معرفة الاشياء دون تحصيل هذا المعنى من امرها هو كلا طلب وذلك فى جميع الصنائع ثم قال فاما التى تحد والتى تدل على ما هو فمنها ما هى مثل الافطس ومنها ما هى مثل العمق يريد والطريق الى تحصيل هذا هو ان تعلم ان الحدود تلفى على نحوين احدهما مثل حد الفطس والاخر مثل حد العمق ثم قال والفصل فيما بين هذه ان بعضها هو ماخوذ مع العنصر واما العمق فلا فان الفطس هو عمق فى الانف واما العمق فمن غير عنصر محسوس يريد والفصل بين هذين الحدين اعنى بين حد الفطس وحد العمق ان حد الفطس يكون مع مادة محسوسة وحد العمق يكون مع غير مادة محسوسة فانا نقول فى حد الفطس انه عمق فى الانف فناخذ الانف فى حده وهو شىء محسوس ونقول فى العمق انه انخفاض فى السطح فلا يظهر فى حده مادة محسوسة بل ان كانت فمعقولة ثم قال وجميع الاشياء الطبيعية تقال شبيه بما يقال الافطس مثل الانف والعين والوجه واللحم والعظم وكلية الحيوان والورقة واللحا والاصل وكلية النبت فانه ليس يكون كلمة لشىء من هذه من غير حركة يريد وحدود جميع الاشياء الطبيعية يظهر فيها المادة كالحال فى حد الفطس وذلك فى جميع اعضاء الحيوان مثل حد الانف وحد العين والوجه واللحم والعظم وبالجملة المتشابهة منها وغير المتشابه وفى كلية الحيوان وكذلك فى جميع اجزاء النبات مثل الورق واللحى وفى كليته فانه ليس يكون لواحد من هذه حد دون ان يوخذ فى ذلك شىء متحرك اعنى متغيرا ثم قال فبين ان فى الاشياء الطبيعية يطلب العنصر ما هو ويحد ولم هو ايضا يريد واذا كانت حدود الاشياء الطبيعية لا تكون الا مع العنصر والصورة فبين انه ينبغى لصاحب العلم الطبيعى ان يطلب عنصر الاشياء الطبيعية وذلك بان يعرف ما هو ويحده ويعرف لم هو اعنى ما الشىء الذى من قبله وجد العنصر وهو الصورة ثم قال فان للطبيعى فى العلم ان ينظر فى نفس ما وهى التى لا تكون من غير عنصر يريد فان لصاحب العلم الطبيعى ان ينظر فى صورة ما وهى التى لا يمكن ان توجد خلوا من الهيولى وانما اراد ان صاحب العلم الطبيعى ينظر فى الامرين جميعا اى فى الصور التى فى الهيولى وفى الهيولى من قبل نظره فى المركب منهما لا كن نظره فى الصور الهيولانية على القصد الاول ونظره فى الهيولى من اجل الصورة ثم قال فبين من هذا ان العلم الطبيعى هو علم ما من علوم الراى يريد فبين من هذا ان العلم الطبيعى هو من العلوم النظرية لا العملية اذ كانت الاشياء الطبيعية تظهر فى حدودها الطبيعة كما ان الامور الارادية تظهر فى حدودها الارادة ثم قال وايضا العلم التعليمى هو من علوم الراى لاكنه حيننا هذا ليس هو بينا ان كان علم الاشياء التى لا تتحرك مفارقة ايضا يريد وهو بين ايضا ان العلم التعاليمى من العلوم النظرية وانه علم لاشياء لا تتحرك لكن ليس هو بينا بنفسه ان كانت الاشياء التى لا تتحرك اعنى التى ينظر فيها التعاليمى مفارقة للهيولى او فى هيولى وقوله وان كان بينا ان بعض التعاليم لا يتحرك وهو مفارق وان كان شىء ما ابدى غير متحرك ومفارق ايضا فبين ان معرفته لعلم الراى لا للطبيعى لان العلم الطبيعى هو لاشياء متحركة ولا للتعليمى بل للذى هو قبل كل هذه يريد وكذلك ان تبين ان بعض التعاليم مفارقة بالحد والوجود او ان طبيعة اخرى مفارقة انه ليس النظر فيها لا للعلم الطبيعى ولا لعلم التعاليم لان العلم الطبيعى ينظر فى الاشياء المتحركة والتعاليمى فى الاشياء المفارقة بالحد لا بالوجود بل النظر فى الطبائع المفارقة لعلم اعلى من هذين وهو الذى دل عليه بقوله فان العلم الطبيعى لاشياء لا تفارق ولكنها ليست لا متحركة والتعليمية فبعضها لاشياء لا تتحرك لاكنها خليق الا تكون مفارقة بل كالتى فى عنصر يريد وانما كان العلم بالاشياء المفارقة غير العلم الطبيعى وغير علم التعاليم لان العلم الطبيعى ينظر فى اشياء لا تفارق وهى مع هذا ليست غير متحركة واما التعليمية فان بعضها وان كانت تنظر فى اشياء غير متحركة مثل العدد والهندسة فانه خليق ان تكون الاشياء التى تنظر فيها غير مفارقة للهيولى بل هى كالاشياء الموجودة فى هيولى وان كان ليس يظهر الهيولى فى حدها ثم قال واما العلم الاول فهو للاشياء المفارقة يريد واذا كانت الاشياء المفارقة هى المتقدمة فى الوجود على الاشياء الغير المفارقة فيجب ان يكون العلم الاول فى الوجود والمتقدم هو العلم بالامور المفارقة ثم قال والتى لا تتحرك فمضطر ان تكون كلها موبدة واكثر ذلك هذه لان هذه هى علل الاشياء الظاهرة من الالاهية يريد ان الاشياء التى لا تتحرك واجب ان تكون سرمدية اكثر من السرمدية المتحركة الالاهية يعنى الاجرام السماوية لان هذه هى علتها اعنى ان الجوهر المفارق هو علة الاجرام السماوية ثم قال فاذا انواع الفلسفة الرائية ثلثة التعليمية والطبيعية والالاهية القول يريد فاذا قد تبين من هذا القول ان انواع الفلسفة النظرية ثلثة علم الاشياء التعاليمية وعلم الاشياء الطبيعية وعلم الاشياء الالاهية القول اى التى يوخذ فى حدها الالاه وانما اراد انه كما ان الاشياء الطبيعية هى التى يوخذ فى قولها الطبيعة كذلك الاشياء الالاهية هى التى يوخذ فى حدها الالاه والاسباب الالاهية وكذلك الارادية هى التى يوخذ فى حدها الارادة والاسباب الارادية وقوله فانه لا يجهل انه كان الاهى فهو فى مثل هذه الطبيعة يريد فانه لا يخفى على احد انه ان كان هاهنا علم الاهى انه فى مثل هذه الطبيعة اعنى المفارقة ثم قال وينبغى ان يكون العلم الشريف للجنس الشريف فان راى سائر العلوم موثرة جدا وهذا العلم يوثر على جميع العلوم التى بالراى يريد واذا كان من المعروف بنفسه ان العلم الاشرف والاثر هو للجنس الاشرف والاثر وكان العلم الالاهى اشرف واثر فهو للجنس الاشرف والاثر فان جميع العلوم وان كانت كلها شريفة موثرة فان العلم بالالاه هو اشرفها واثرها لان موضوعه اشرف من جميع الموضوعات
Page 712