120

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطو وان كان جميع الاشياء تقال بنوع العرض فليس يكون شىء اولا كليا وان كان العرض يدل على انه محمول ابدا على شىء موضوع فباضطرار ان يخرج هذا الى ما لا نهاية له ولا كن هذا مما لا يمكن فلا يجتمعان فى خاص واحد فان العرض ليس هو بالعرض عرضا بل عرضا جميعا لشىء واحد وذلك كالذى اقول ان الابيض موسيقار والموسيقار ابيض لانهما جميعا عرضا للانسان وليس سقراط موسيقار بهذا النوع اعنى بانهما جميعا عرضا لشىء واحد فاذا كان بعض الاعراض تقال على هذا النوع وبعضها على النوع الاخر فجميع ما يقال منها مثل ما يقال الابيض لسقراط فليس يمكن ان تكون لا نهاية لها فيما فوقها مثل العرض الذى يعرض لسقراط من البياض فانه شىء اخر وليس يكون شىء واحد من الجميع ولا يكون عرض اخر مما للابيض مثل الموسيقوس فان هذا بالعرض ليس اكثر من ذلك ولا ذاك من هذا وفيما بينهما فصل فان بعضها يعرض على هذا النوع وبعضها يعرض مثل الموسيقار لسقراط فما كان بهذا النوع فليس هو عرضا بنوع عرض بل ما كان بذلك النوع فاذا لا تقال جميعها بنوع العرض بل يكون شىء يدل دلالة الجوهر وان كان ذلك كذلك فقد تبين انه مما لا يمكن ان يحمل النقيضان معا على شىء واحد التفسير قوله وان كان جميع الاشياء تقال بنوع العرض فليس يكون شىء اولا كليا يريد وان كانت جميع المحمولات اعراضا فليس يكون هاهنا محمول كلى جوهرى واول وهى التى منها تاتلف الحدود ثم قال وان كان العرض يدل على انه محمول ابدا على شىء موضوع فباضطرار ان يخرج هذا الى ما لا نهاية يريد وان كانت جميع الاشياء اعراضا وكان العرض من طبيعته ان يحمل على غيره وجب ان يحمل العرض بما هو عرض على عرض ومر ذلك الى غير نهاية وذلك مستحيل ثم قال ولا كن هذا مما لا يمكن فلا يجتمعان فى خاص واحد يريد ولا كن مما لا يمكن ان يحمل عرض على عرض دون ان يجتمعا فى موضوع واحد موجود بذاته ولما كان العرض انما يحمل على العرض بالعرض من قبل وجودهما فى شىء واحد وهو الموضوع مثل قولنا الابيض موسيقوس قال فان العرض ليس هو بالعرض عرضا بل عرضا لشىء واحد يريد ان العرض ليس وجوده فى الجوهر بالعرض واما وجوده فى عرض اخر فهو بالعرض وذلك انه لو كان العرض يحمل على العرض لا من قبل وجودهما فى الجوهر لكان العرض يوجد بالعرض لا بالذات ومحال ان يوجد شىء بالعرض الا من قبل ما بالذات لان ما بالذات اقدم مما بالعرض فلولا وجود كل واحد من الاعراض فى الجوهر بالذات لما وجدت بعضها فى بعض بالعرض وهذا هو الذى دل عليه بقوله وذلك كالذى اقول ان الابيض موسقار والموسقار ابيض هما جميعا عرضا للانسان وليس سقراط موسقار بهذا النوع اعنى بانهما جميعا عرضا لشىء واحد يريد ان وصف الموسقار بانه ابيض هو وصف بالعرض من قبل انهما اجتمعا فى شىء واحد وهو سقراط مثلا وليس وصفنا سقراط بانه موسقار او ابيض بهذا النوع اى من قبل ان سقراط والموسقار اجتمعا فى شىء واحد بل من قبل ان احدهما موجود فى الاخر بالذات اعنى ان الموسيقى موجودة فى سقراط بالذات ثم قال فاذا كان بعض الاعراض تقال على هذا النوع وبعضها على النوع الاخر فجميع ما يقال منها مثل ما يقال الابيض لسقراط فليس يمكن ان تكون لا نهاية لها فيما فوقها مثل العرض الذى يعرض لسقراط من البياض فانه شىء اخر يريد واذا كانت الاعراض تحمل بنوعين احدهما بالذات مثل قولنا فى سقراط انه ابيض والاخر بالعرض مثل قولنا فى الابيض انه موسقار فما كان بالذات منها فليس يمكن ان يحمل شىء منها على شىء اخر الى غير نهاية الى فوق واما ما كان منها يوجد بالعرض فانه يمكن ذلك فيه مثل ما يعرض لسقراط ان يكون موسقار وابيض واشياء كثيرة وهذا هو الذى دل عليه بقوله مثل العرض الذى يعرض لسقراط من البياض فانه شىء اخر يعنى ان احدهما محمول على الاخر بالعرض اعنى البياض الموجود فى سقراط والعرض الاخر الذى عرض له مثل انه طبيب او موسيقار ثم قال وليس يكون شىء واحد من الجميع يريد وليس يكون من الموضوع والعرض شىء واحد ومن الاعراض الموجودة فى شىء واحد واحد الا ان يقال فيها واحد بالعرض ثم قال ولا يكون عرض اخر مما للابيض مثل الموسيقوس فان هذا بالعرض ليس اكثر من ذلك ولا ذلك من هذا يريد وليس حمل العرض على العرض فى كونه حملا عرضيا باكثر من حمل العرض على الجوهر لا هذا اكثر من هذا ولا هذا اكثر من هذا يعنى فى اجتماعهما فى انهما لا يعرفان مما يحملان عليه جوهره ثم قال وفيما بينهما فصل فان بعضها يعرض على هذا النوع وبعضها مثل الموسيقار للانسان يريد والفصل بينهما ان بعضها عرض بالذات اى عرض بالذات فان العرض بالذات ليس هو للشىء الذى عرض له بالعرض مثل الموسيقى لسقراط وبعضها عرض بالعرض مثل الطب للموسيقى ثم قال فما كان بهذا النوع فليس عرضا بنوع العرض بل ما كان بذلك النوع يريد فما كان مثل الموسيقى لسقراط فليس عرضا بنوع العرض وما كان مثل البياض للموسيقار فهو عرض بنوع العرض ثم قال فاذا لا يقال موسيقار بنوع العرض يعنى انه لا يحمل على الانسان بنوع العرض الذى يحمل الابيض عليه وقوله بل يكون شىء يدل دلالة الجوهر˹ يشبه ان يكون انما قال ذلك لان هذا الحمل يشارك الحمل الجوهرى فى انه على المجرى الطبيعى اعنى الاعراض المحمولة على الجوهر وذلك ان الاعراض هى موجودة فى الجواهر بذاتها ومنسوبة اليها بالذات وهى من جهة ما توصف بها الجواهر اعراض للجواهر واما نسبة عرض الى عرض فليست نسبة بالذات ولا يوصف عرض بعرض على جهة ما يوصف الجوهر به ثم قال وان كان ذلك كذلك فقد تبين انه لا يمكن ان يحمل النقيضان معا على شىء واحد يريد وان كانت هذه الامور كلها محالا اعنى التى تلزم وضع النقيضين صادقين معا على شىء واحد فقد تبين ان النقيضين ليس يمكن ان يحملا على شىء واحد

[15] Textus/Commentum

Page 381