توفي مصنفه يوم الأربعاء ثاني عشر من شعبان سنة اثنتين وسبعين وستمائة".
ويوافق هذا التاريخ اليوم الحادي والعشرين من فبراير عام أربعة وسبعين، ومائتين وألف من ميلاد السيد المسيح ﵇ (١).
ودفن بسفح جبل قاسيون، وقبره بالروضة شرقي قبر الشيخ موفق الدين ابن قدامة، وعند رأسه حجر من صوان أحمر (٢).
عصر المؤلف:
ولد المصنف في الأندلس، وقضى زهرة شبابه وخريف حياته في الشام، ولكل من المواطنين أثر فيه، لذا كان لزامًا على من يتعرض لحياة الشيخ من قريب أو بعيد أن يعرض للحياة في الأندلس، وللحياة في الشام من النواحي السياسية والعلمية، والاجتماعية.
فالإنسان لا يمكن أن ينفصل عما يدور حوله في بلد يحيا فيه.
ولقد قضى المصنف الشطر الأول من حياته في الأندلس، حيث اشتدت فيها المعارك بين المسلمين والفرنجة، وتساقطت البلاد في تلك الحقبة في يد الأعداء تابعًا.
ولم تكن الفترة التي عاشها في الشام بأطيب من هذه الحال، فقد اضطربت المور هناك، وكان ما كان من هجوم الصليبيين، والتتار، فشاهد بعينيه آثار أفعال هؤلاء القوم، كما عاصر الدولة العباسية، وهي تجود بأنفاسها الأخيرة ثم تسقط، ورأى دولًا تسقط لتقوم على أنقاضها دول أخرى.
_________
(١) دائرة المعارف الإسلامية ١/ ٢٧٢.
(٢) هداية السالك إلى ترجمة ابن مالك لابن طولون الصالحي ص ٧.
1 / 31