وصاحب المفصل هو الزمخشري.
ولا يجرؤ على قول هذا على جار الله، إلا من بلغ القمة.
حياته:
ورد على كراريس من كتاب "تسهيل الفوائد، وتكميل المقاصد" بخط ابن مالك مؤلفه:
"صورة قصة رفعها -الفقير إلى رحمة ربه: محمد بن عبد الله بن مالك، يقبل الأرض، وينهي إلى السلطان -أيد الله جنوده، وأيد سعوده- إنه أعرف أهل زمانه بعلوم القراءات، والنحو، واللغة، وفنون الأدب.
وأمله أن يعينه نفوذ من سيد السلاطين، وسيد الشياطين -خلد الله ملكه، وجعل المشارق والمغراب ملكه- على ما هو بصدده من إفادة المستفيدين، وإرشاد المسترشدين، بصدقة تكفيه هم عياله، وتغنيه عن التسبب في صلاح حاله" (١).
وهذه الرسالة تعطي صورة واضحة المعالم لخشونة عيش المؤلف ﵀ وتبين أن حياته كان فيها شيء غير قليل من العسر، الذي كان يستبد به أحيانًا فيطلب المعونة، ومن يدري لعله كانت تعوزه النفقة، ولا يجد من يمد له يد العون فيصبر قانعًا محتسبًا، مفضلًا مرارة العيش على ذلك الوظيفة وخدمة الولاة والسلاطين، مؤثرُا العزلة على الاختلاط بالمجتمع المتنافر من حوله.
لقد كان في استطاعة الشيخ تغيير أسلوب حياته، إن هو أقبل نحو الحكام متعاونًا. ولا ريب أنه أهل لمنصب لا بأس به، وكيف لا وقد كان قاضي القضاة يأتي مجلسه، ويتعلم منه، ويسأله (٢).
_________
(١) السيوطي: حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ٢/ ٧٥.
(٢) المقري: نفح الطيب ٧/ ٢٩٥.
1 / 27