وكتبه علي بن محمد الهاشمي اليونيني" (١).
وبهذا يثبت ما قاله المؤرخون "كان ابن مالك آية في الحديث" (٢)، فهو سمعه وأرهف السمع ليضبط مشكله، ويخرج ما ظاهره البعد عن قياس العربية ثم صنف فيه، وبذا يكون حصل منه ما لم يحصله كثير من أمثاله.
ومن هنا يعلم السر في كثرة استشهاد الشيخ بما ورد في الحديث الشريف بصورة أفزعت كثيرا من العلماء على رأسهم أبو حيان، الذي أكثر من الاعتراض على المصنف كقوله في "التذييل والتكميل شرح التسهيل" (٣).
"قد نهج هذا المصنف في تصانيفه كثيرا بالاستدلال بما وقع في إثبات القواعد الكلية في لسان العرب.
وما رأيت أحدًا من المتقدمين، ولا المتأخرين سلك هذه الطريقة غير هذا الرجل".
وكان المصنف ﵀ أكثر ما يستشهد بالقرآن الكريم، وله في استحضار الآيات للاستدلال بها قوة وقدرة، فقد كان إمامًا في القراءات، وعالمًا بها، نظم فيها قصيدته الرائعة التي يعتبرها العلماء في قدر "الشاطبية" (٤)، وإن كانت في نظر صاحبها أعظم وأجل، وأشمل وها هوذا يقول في مقدمتها (٥):
_________
(١) ابن مالك: شواهد التوضيح والتصحيح من ٢٢٠، ٢٢١.
(٢) دائرة معارف البستاني المجلد الأول ص ٦٧٤، فوات الوفيات ٢/ ٢٢٧، نفح الطيب ٧/ ٢٦٣ دائرة معارف القرن العشرين ٩/ ٤٣١.
(٣) جـ ٧ ص ٩٠.
(٤) نفح الطيب ٧/ ٢٦٩، ٢٦٠، الوافي بالوفيات للصلاح الصفدي ٣/ ٣٥٩.
(٥) القصيدة المالكية لابن مالك ص ١.
1 / 24