أما عمره فيؤخذ من قوله: "عه"؛ لأن العين: سبعون، والهاء: خمسة.
وأيد هذا الرأي: الخضري في حاشيته على ابن عقيل (١)، والأشموني شارح الألفية (٢).
والذي يرجع كفه هذا القول احتمال هجر المصنف أرض الأندلس عقب موقعه العقاب مباشرة، أو بعدها بزمن يسير.
وموقعه العقاب كانت سنة (٦٠٩) هـ، ويتحتم أن يكون المصنف في ذلك الوقت في سن تسمح له بتحمل عناء السفر الطويل، ومشقات الاغتراب وحيدًا.
ولن تكون هذه السن أقل من اثنتي عشرة سنة، وهي سن تسمح لمثله في العبقرية، والذكاء أن يكون ملمًا بدروس في النحو واللغة، والشريعة، وغيرها في بيئة تموج بالعلم والعلماء.
نسبه:
تضاربت الأقوال والآراء في سلسلة نسب المصنف.
وإذا صح القول بأن بعضها يحتمل أن يكون مختصرًا من البعض الآخر يصبح في الإمكان حصر الخلاف في روايتين:
أولاهما: رواية الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن طولون الصالحي، وهي التي تقول إنه: محمد بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن مالك.
وهذا صورة ما قاله ابن طولون في تعريفه بالشيخ (٣).
_________
(١) ص ٦.
(٢) جـ ١ ص ٧، ٨.
(٣) ابن طولون الصالحي: هداية السالك إلى ترجمة ابن مالك ص ١.
1 / 16