ولو صح هذا يكون المصنف فقد والده في فجر حياته، واستقبل الحياة وحيدًا في بلاد الأندلس، مما دعاه إلى هجرها إلى المشرق بعد أن أودع ثراها أعز ما يملك الإنسان وهو الذكرى.
مولده:
بالرجوع إلى أقوال الذين تحدثوا عن مولد المصنف -وهي أقوال كثيرة- يتضح أن ابن مالك توفي في سن عادية تتراوح بين الرابعة والستين، والخامسة والسبعين.
وبالموازنة بين هذه الأقوال يظهر أن أقربها إلى الواقع ذلك القول الذي ينادي بأنه ولد سنة (٥٩٨) هـ.
ومن هؤلاء القائلين بذلك: المقري فقد حكى عن بعضهم أن المصنف ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة (١).
وكأنما أراد أن يقوي هذا الرأي -وهو ثالث قول يورده في كتابه- عندما قال (٢):
"وعليه عول شيخ شيوخنا ابن غازي" (٣) في قوله:
قد خبع ابن مالك في خبعا ... وهو ابن عه كذا وعي من قد وعى
والبيت قصد به بيان تاريخ وفاة ابن مالك، وعمره.
فتاريخ وفاته يدل عليه قوله "خبعا" إذ الخاء: ستمائة، والدين سبعون والباء: ثنتان.
_________
(١) المقرى: نفح الطيب ٧/ ٢٨٠.
(٢) نفس المرجع ٧/ ٢٨١.
(٣) هو أبو عبد الله المكناسي، الفارسي المتوفى سنة ٩١٩ هـ.
1 / 15