Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
قال جالينوس: إن الناس قد يحتالون لأسباب كثيرة فيوهمون أن بهم وجعا شديدا وقد يظن أنه ينبغي للطبيب في جميع أشباه هذه الأحوال أن يستخرج ويعلم حقيقة الأمر من باطله. وعوام الناس يطالبون الطبيب بأن يميز بين المدعي للعلة بالباطل وبين المحق لأنهم لا يعلمون أن الأطباء قد يمكنهم أن يتعرفوا ويميزوا بين الورم الحار والجمرة والورم الرخو الذي يحدث بالتعمد بالأدوية التي تستعمل من خارج وبين نظائرها من العلل التي تهيج من نفس البدن وكذلك قد يمكنهم هذا في علل أخر غير هذه وليس يمكنهم أن يتعرفوا ويميزوا في جميع العلل على ذلك المثال حتى يفرقوا بين الوجع الذي يجده صاحبه بالحقيقة وبين الذي يدعيه بالباطل.
وقد يمكن الأطباء أن يفرقوا أيضا بين نفث الدم الذي يكون من نواحي الفم وبين الذي يكون من المريء أو من المعدة أو من إحدى آلات التنفس. ومن ذلك أنه قد افتضح قوم كانوا يسعلون ثم يقذفون في آخر سعالهم دما وكانت القصة فيهم أنه كان ينفتح لهم عرق في اللثة بسهولة متى أرادوا ذلك إذا مصوه باللسان فكانوا متى أرادوا نفث الدم مصوا ذلك العرق وسعلوا فقذفوا على المكان دما كأنه شيء صعد من أسفل. وقد احتال قوم أن خلطوا في كلامهم وتجننوا وفعلوا أشياء أخر غير هذه ليس هذا وقت ذكرها. وعوام الناس يظنون أنه قد يجب على الأطباء أن يستخرجوا جميع هذه الأشياء وأشباهها ويعرفوها ويميزوا بينها ويعرفوا مع ذلك الوجع الصعب الشديد وقد يظن أن هذا من أعز ما يفطن له.
Page 254