Sharḥ Jālīnūs li-kitāb Abiqrāṭ al-musammā Ifīdhīmiyā
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
ولأن أبقراط قد ذكر «الأنف» فينبغي أن نقول فيه أيضا شيئا بسبب أصحاب الشره في الكلام: إن الأنف الدقيق المسنون دليل على المزاج اليابس إذ كان إنما نراه يكون كذلك إذا غلب اليبس على الوجه بسبب الاستفراغ إما من سهر وإما من ذرب وإما من جوع كما علمنا أبقراط في افتتاح كتابه في تقدمة المعرفة حين قال: «الأنف الدقيق والعينان الغائرتان» وسائر ما وصف ثم أتبع ذلك بأن يخص فقال: «إنه ينبغي أن يسأل هل أرق المريض أو لان بطنه لينا كثيرا أو بعد عهده بالغذاء». فأما الأنف الذي حاله ضد حال هذا وهو «الغليظ الأفطس» فيدل على ضد المزاج الذي يدل عليه ذلك أعني على المزاج الرطب. وقد اتفق جميعهم على هذا على أنهم غير متفقين كما قلت فيما تقدم ذكره إلا أن أقربهم من الإقناع يروم أن يضيف صاحب هذه الحال التي ذكرها أبقراط في هذا الكلام في المزاج المتوسط ويقولون إنه لما كان كذلك كانت حاله في الصحة حالا جيدة محمودة ويصححون أن مزاج هذا مزاج متوسط من أنه أضيف إلى دلائل الرطوبة من الأنف دلائل اليبس من الرأس والعينين إما من واحد منهما وإما من كليهما. قالوا: فهذا المزاج المتوسط لما كان أفضل مزاج دل من بدن صاحبه على صحة وهو من نفسه على جودة وجوده فبالواجب قال فيمن كان مزاجه هذا المزاج إنه «جيد» محمود.
[chapter 170]
قال أبقراط: صاحب العين التي تضرب إلى الحمرة الناصعة والرأس الكبير والرقبة القصيرة والقص الواسع متين الغضب.
Page 778