272

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Genres

ويظهر لك من أبقراط في هذا الكلام أنه لم يكتبه لغيره وإنما كتبه لنفسه ليتذكر به ما عاين. ولو كان قصد بهذا الكلام ليفيد به غيره علما لكان لا محالة سيشرحه ويبينه كما فعل في كتبه التي وضعها ليقرأها الناس فكان يجعل ابتداء ذكره للعروق العظام البينة المنظر ثم كان يذكر بعد تلك العروق الصغار الخفية التي لم يعرفها كثير من أصحاب التشريح فإن كان أبقراط إنما كتب هذا الكلام تذكرة لنفسه فمما يقبل ويقنع به أن يكون إنما كتب ما فات غيره من الأطباء فلم يدركه حسه من العروق لدقته. وإن كان قصد بهذا الكلام ليفيد به علما تاما من أمر التشريح للعروق فليس يجوز أن يذكر الشيء الذي يعسر إدراكه بالبصر وقد فات حس كثير من الأطباء فقط ويدع ذكر الشيء البين الواضح الذي يعرفه جميع من يستعمل التشريح لعظمه فهذا مما يدلك أن هذا التشريح لم يكتبه أبقراط ليقرأه غيره وأنه قد كان من أحذق الناس وأمهرهم برؤية ما يظهر في التشريح إذ كان إنما ذكر ما يعسر إدراكه بالبصر وقد ذهب على كثير من أصحاب التشريح دون من سواه ليجعله تذكرة لنفسه.

Page 632