Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
قال جالينوس: قد قال أبقراط فيما تقدم «إن الأوجاع في الأدوار» التي تكون فيها الأوجاع ثم إنه الآن يريد أن يصف تلك الأدوار التي تكون فيها «الأوجاع» للحوامل. وليس نجد هذا الكلام متفقا في جميع النسخ لأن كل واحد من المفسرين يغيره ويميله نحو رأيه. ولما اشتبه علي الأمر ولم أقدر أن أعلم بالحقيقة أي النسخ هو الصحيح رأيت أن أختار أفضلها وهي النسخة التي وضعتها قبيل التي من بعد أن ذكر «الأيام» فيها وضع حرف «النون» وعليه خط وهذا الحرف إذا كتب ووضع عليه هذا الرسم دل على الخمسين. ثم من بعد ذلك نجد في بعض النسخ «في الشهور» وفي بعضها «الشهورية» ثم من بعد ذلك حرف «الجيم» وهذا الحرف يدل على الثلاثة ثم من بعد هذا «ب» ثم «د» ثم «و» ثم «ح» وكلها عليها الأعلام التي تدل على أنه يراد بها أعداد وقد نجد في بعض النسخ في آخر هذه الأحرف «ي» ملحقة. والمفسرون يقولون في تفسير هذه النسخة كما قد يقولون في شرح سائر النسخ أشياء كثيرة يخالف فيها بعضهم بعضا وكثير مما يقولون بعيد من الإقناع ومنه ما لا يعقل أصلا. ولست أرى أن هذه النسخة تصح حتى يكون معناها معنى مفهوما مقبولا دون أن يكتب مكان «النون» «ي».
وما هو بعجب أن يكون قد غلط النساخ الأولون في هذا كما قد غلطوا في أشياء أخر كثيرة وخاصة إذ كانوا إنما نسخوا هذه الأشياء من تذكرات كتابها غامض ولعل بعضها كان منقطعا أو دارسا أو مكتوبا كتابة غير بينة. وكان مع ذلك حرف «النون» يشبه حرف «الميم» في كتابة اليونانيين فإذا جعلنا الكلام على هذا كان معناه ما أصف: إن الأوجاع التي تصيب الحوامل يجري أمرها على الأدوار أما من الأيام ففي كل أربعين يوما وأما من الشهور ففي كل ثلاثة أشهر.
وقد بينت في كتابي في أيام البحران أن الأشياء التي تطول مدتها تجري أدوارها على الأربعين. وأما أدوار الشهور في الحوامل فأمرها يجري على الثلاثة كما يجري دور الغب في الأيام على الثلاثة والشهر الثالث من الثاني الذي فيه تبتدئ بالحوامل الشهوات الرديئة الشهر الرابع والثالث من الرابع السادس والثالث من السادس الشهر الثامن والولاد يكون في الشهر العاشر ولذلك نجد في بعض النسخ «الياء» ملحقة في آخر تلك الأحرف.
وقد ينبغي أن يكتفي منا بهذا في تأويل هذا القول إذ كان أمره ليس بالبين وأما الإخبار بما عليه جميع النسخ وجميع ما فسرت به فيطول جدا حتى أني لو لرمت ذلك لاحتجت فيه إلى مقالة بأسرها.
Page 578