Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

Hunayn b. Ishaq d. 259 AH
180

Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

Genres

فقد تبين أن الشيء الواحد بعينه بقدر الحالات التي تقدمت فحدثت في البدن يكون مرة علامة محمودة ومرة علامة مذمومة وهذا المعنى ينتفع به في نفسه وينتفع به أيضا في معرفة حال من انتقل من هواء إلى هواء غيره. مثال ذلك أنك إن كنت نقلت المريض من بيت بارد إلى بيت حار فلا التمطي فيه علامة مذمومة ولا التثاؤب وإن كنت نقلت المريض من بيت حار إلى بيت بارد فهذه الأعراض بعينه أعلام مذمومة وذلك من قبل البرد إذا غلب على البدن حتى يجمعه ويكثفه تكثيفا شديدا لم ترم الطبيعة التحليل أصلا ومتى كان اللحي وما أشبهه من الأعضاء رخوا منفوشا وكان الجلد سخيفا وكان الهواء المحيط بالبدن حارا حرت وتحللت الفضول التي ترق وتلطف بأهون السعي. فقد بقي أن الحال المتوسطة بين هاتين الحالتين وهي أن تلطف الرطوبات ولا تتحلل بأسرها إذ كان يتولد فيها رياح بخارية تحدث منها «التمطي والتثاؤب».

وكذلك الحال في التغير الحادث من الأدوية ومن أصناف الاستحمام والرياضة والتدبير كله وذلك أن كل تغيير يكون من البرد إلى الحر فكل واحد من هذين العرضين فهو علامة محمودة وكل تغيير يكون من الحر إلى البرد فكل واحد من هذين العرضين فيه مذموم. وبين أنه إنما ينبغي أن يحكم بذلك بعد أن ينظر إلى حال الأبدان التي تحدث بها تلك الاستحالات. وبهذا الطريق صارت الحكة والقوابي والبثور التي تخرج في البدن ربما دلت على أمر محمود وربما دلت على أمر غير محمود وذلك أنها في الصحيح تدل على أنه قد تولد في بدنه خلط رديء وفي المريض الذي مرضه من الخلط الرديء تدل على أن ذلك الخلط الرديء سوداء يستفرغ أو ينتقل من أعضاء هي أشرف إلى أدنى أعضاء البدن أعني من الأعضاء الباطنة إلى الجلد.

Page 440