Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
وهذه الأقاويل كلها كما قد قلت مرارا كثيرة إنما هي تذكرات كتبها أبقراط لنفسه. وتفسيرنا لهذه الأقاويل وأشباهها إنما يجري على طريق الإقناع بالتقريب والحدس لا بالعلم الصحيح. من ذلك أن «الامتناع من الولاد» يحتمل أمرين أحدهما انقطاعه أصلا حتى لا تحمل المرأة بتة في وقت من الأوقات والآخر فترة تكون بين ولادين. وليس يعلم أيضا من أمر تلك المرأة أي الأمرين يعني هل يعني أنها كانت لا تحمل أصلا أو كانت تحمل ولا يتم حملها ثم أسقطت ذلك «الطفل الذكر ابن ستين يوما».
والذين فسروا هذه المقالة يقولون إن أبقراط إنما عنى «بالامتناع من الولاد» انقطاع الحمل أصلا وكثير من المفسرين يزعم أن هذه العلامة كانت علامة محمودة. وذلك أنه لما كان الطفل «ذكرا» ولم يكن أنثى وكان قد بقي حتى أتى عليه شهران كان ذلك أجود من ألا تحمل تلك المرأة أصلا. ويفهمون من قوله «ولاد» حمله ولا أدري ما دعا جميع من فسر هذه المقالة إلا الخطاء إلى أن تأول هذا التأويل إذا كان الولاد إنما هو خروج الجنين المحمول والحمل هو تولد الجنين في الرحم. إلا أنه متى كان الكلام كلاما غامضا مستغلقا فخليق أن يكون المفسر له حقيقا بأن يساهل ويقدر وإن فسره بتأويل رديء على أن الأجود كان أن يقروا أنهم لا يعرفون حقيقة الأمر من أن يتأولوا تأويلا مستغلقا.
Page 302