Sarh Jalinus li kitab Abuqrat al-musamma Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genres
والقول الذي قاله أفلاطون في كتابه المنسوب إلى طيماوس في الموضع الذي تكلم فيه في المرار والصديد قد يظن أنه يدل على هذا المعنى فينبغي أن تتدبر قوله وهذا هو بلفظه: «وربما صار اللون الأسود يدل على المرار خاصة إذا زاد عمل التلطيف في المر وربما انصبغ المر بالدم فكأنه يكون لونه أزيد حمرة فإذا خالط هذا اللون اللون الأسود كان منه اللون الأخضر». فقد دل أفلاطون في قوله هذا دلالة بينة أن اللون الأخضر الذي هو لون الخضر بين اللون الأسود وبين اللون الأحمر.
ولذلك قد يكثر تعجبي ممن ظن أن أبقراط إنما يعني في قوله هذا بقوله «أخضر» أي لان بطنه من أنه تعم الخضر التي اشتق من اسمها هذا الحرف ولين البطن الرطوبة واللين. والقول بأن من أصابه في حماه رعاف كثير فإن بطنه يستطلق عندما ينقه فيغذى فقد وصف ذلك أبقراط في كتاب الفصول بهذا اللفظ: «من انفجر منه دم كثير من أي موضع كان انفجاره فإنه عندما ينقه فيغذى يلين بطنه بأكثر من المقدار». إلا أن كلامه في هذا الموضع ليس يقصد به لهذا لأن قوله «أخضر» إنما يدل على اللون لا على الرطوبة واللين.
Page 288