85

Sharh Hisn al-Muslim

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

Publisher

مطبعة سفير

Publisher Location

الرياض

Genres

الأبيض من الدنس»؛ شبه نظافة ذاته من الذنوب بنظافة الثوب الأبيض من الدنس؛ لأن زوال الدنس في الثوب الأبيض أظهر، بخلاف سائر الألوان؛ فإنه ربما يبقى فيه أثر الدنس بعد الغسل، ولم يظهر ذلك لمانع فيه بخلاف الأبيض، فإنه يظهر كل أثر فيه؛ والقصد من هذا التشبيه أن يقلع من الذنوب بالكلية، كقلع الدنس من الثوب الأبيض، بحيث لم يبق فيه أثر ما. قوله: «اللهم اغسلني من خطاياي ...» إلى آخره، ذَكَرَ أنواع المطهرات المنزلة من السماء، التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة إلا بأحدها، تبيانًا لأنواع المغفرة، التي لا يخلص من الذنوب إلا بها؛ أي: طهرني من الخطايا بأنواع مغفرتك، التي هي في تمحيص الذنوب نهاية هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأرجاس، ورفع الجنابة والأحداث. والمعنى: كما جعلتها سببًا لحصول الطهارة، فاجعلها سببًا لحصول المغفرة؛ وبيان ذلك في حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي: «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء» (١). ٢٨ - (٢) «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وتَبَارَكَ اسْمُكَ، وتَعَالَى جَدُّكَ، ولاَ إلَهَ غَيْرُكَ» (٢).

(١) رواه مسلم برقم (٢٤٤). (م). (٢) أخرجه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود برقم (٧٧٥ و٧٧٦)، والترمذي برقم (٢٤٢) «و٤٣٢)، والنسائي (٢/ ١٣٣)، وابن ماجة برقم (٨٠٤ و٨٠٦)]، وانظر: صحيح الترمذي (١/ ٧٧)، وصحيح ابن ماجة (١/ ١٣٥). (ق).

1 / 86