Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
45
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت تعرض * نافض (438) في حمى غير مفارقة لمن قد ضعفت قوته فتلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: عني بقوله «تعرض» أي يحدث مرارا كثيرة لأن النافض إذا عرض مرة واحدة لم يتبين هل يتبعه بحران أو انخزال من القوة. * فأما (439) PageVW0P107B إذا عرض مرارا كثيرة والقوة ضعيفة تبعه سقوطها لأن القوة الضعيفة لا تحتمل رعدة النافض وزعزعتها البدن. ثم إن * تبعه (440) استفراغ زادها ضعفا واسترخاء، وإن لم يتبعه دل على ضعف من القوة في الغاية وعجزها عن أن تعمل الاستفراغ. وبالحرى أن يتبع ذلك الهلاك. وافهم أن الطبيعة تنهض للدفع في هذا النافض ولا تقوى * على (441) أن تصير إلى ظاهر البدن فتتراجع حائرة كالمتحرل. وقد اعترض الرازي على جالينوس قائلا بأنه ليس يحتاج أن * يشترط (442) حدوث النافض مرارا كثيرة لأن البحران لا يكون بعد سقوط القوة. وهذا الاعتراض كان يصح لو أن أبقراط قال إذا كان يعرض في حمى لازمة نافض لمن * قد (443) سقطت قوته. فأما ضعف القوة فليس هو سقوطها لكن القوة * الضعيفة (444) تصير إلى السقوط بكد النافض المعاود مرارا كثيرة. وأيضا فإنه لا موضع لحمل المعنى على ما قاله الرازي لأن الحكم بالموت في الحمى الغير مفارقة مع سقوط PageVW0P108A القوة لا يشترط بحدوث النافض فإنه سواء حدث النافض أو لا يحدث فالموت واقع لا * محالة (445) .
46
[aphorism]
قال أبقراط: في الحمى لا تفارق النخاعة الكمدة والشبيهة بالدم والمنتنة والتي هي من جنس المرار كلها رديئة، فإن انتفضت انتفاضا جيدا فهي محمودة، وكذلك الحال في البراز والبول، فإن خرج ما لا ينتفع * به (446) من أحد هذه المواضع فذلك رديء.
[commentary]
التفسير: هذا الفصل ينتظم PageVW5P044B أصلا كليا قد خصصه أبقراط ببعض جزئياته وهو أن كل شيء رديء يستفرغ كالنخاعة الكمدة والدموية والمرارية والعفنة * المنتنة (447) والبراز والبول * الرديئين (448) * فهو (449) رديء لأنه يدل على حالات رديئة في البدن. وعلى هذا الفياس سائر ما يخرج * عن (450) البدن من الفضول سواء كان خروجه في كل يوم كالرمص والبصاق والمخاط والعرق ودم الطمث من النساء وكاللبن والمني، فإن هذه أجمع إذا لم تكن نضيجة * دلت (451) على رداءة حال في البدن. وإن كان خروجها في وقت * المرض (452) PageVW0P108B * كالنفث (453) والمرة فإنها قد تدل * مع (454) دلالتها على الرداءة إذا لم تخرج خروجا طبيعيا على الهلاك لأن حدة المرض ربما لا تمهل * للنضج (455) . وأما إذا كان استفراغ ما يخرج عن البدن محمودا وهو أن يكون نضيجا كالمدة الخارجة من الخراج المنفجر ويحتمله البدن بسهولة وخفة فهو محمود لأن به ينقى البدن. وإن لم يكن استفراغه جيدا كالصديد الخارج من القروح المتعفنة لم ينتفع بخروجه في ذلك المرض. ويضاف إلى الدلالة على أن خروجه * جيدا (456) وغير جيد طبيعة المرض والوقت الحاضر والبلد والسن وطبيعة المريض.
Unknown page