Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
قال * أبقراط (112) : من كان به زلق الأمعاء فاستفراغه بالدواء في الشتاء من فوق رديء.
[commentary]
التفسير: زلق الأمعاء هو أن يخرج الطعام بهيئته سريعا كما أكل من غير أن يكون قد انقلب في جوهره شيئا يعتد به. وسببه إما تقرح يعرض في سطح المعدة والأمعاء شبيه بما يعرض في سطح الفم من التقرح القلاعي بسبب أخلاط حادة لذاعة مرية وإما * ضعف (113) يعرض للقوة الماسكة في المعدة والأمعاء * إما (114) لمزاج رديء يغلب عليهما فيرخيهما أو * بلغم (115) يلتبس على سطحهما. والاستفراغ PageVW5P037A بالقيء في هذه الأصناف ثلاثها رديء وغير ممكن. أما رديء فلأن الدواء المقيء يزيد المعدة لذعا وسوء مزاج فيجعل الخلط في النوع * القلاعي (116) أردأ مما كان ويجعل المعدة أسرع تأذيا بما يماسها من الطعام فتسرع إلى دفعه أكثر مما كانت من قبل * وتزداد (117) العلة إذا رداءة. وأما الدواء PageVW0P118A الجاذب للبلغم * بالقيء (118) فإنه يجذب * منه (119) إلى المعدة والأمعاء أكثر مما يستفرغه فهو يضر * أذى (120) أكثر مما * ينفع (121) . وأما القوة الماسكة فتحتاج في التقوية إلى ما يبرد وييبس. وهذا الصنف من الأدوية قباضة والمقيئة لذاعة مرخية فهي أذى * ضار (122) بهذا المرض. وأما أن شفاء هذا المرض بالأدوية المقيئة * غير (123) متأت * فلأن (124) ما * يتحلب (125) من التقرح القلاعي لا يقف أصلا بل يسيل أولا فأولا على المبادرة إلى أسفل كما تراه يكون في الفم من إحواجه إلى التبزق كل ساعة وهو مع ذلك في غاية الرقة واللطافة والقلة فلا يخرج بالقيء لأن ما يخرج * بالقيء (126) يحتاج أن يكون بالضد من هذه الأحوال أعني أن يكون كثيرا مجتمعا طافيا له * متانة (127) وقوام. وأما البلغم في الأمعاء فإن الدواء المقيء لا يقوى على جذبه من هناك فإن الجذب بالقيء يعسر من المعدة إذا لم يكن الشيء طافيا في فمها، فكيف إذا كان في الأمعاء؟ وسوء المزاج المؤدي إلى ضعف القوة الماسكة ليس يحتاج إلى الاستفراغ من فوق PageVW0P118B * وأسفل (128) أصلا بل إلى ما يقبض كما علمت. فقد تبين أن استعمال الدواء المقيء يوجد * ضارا (129) في هذه العلة وغير ممكن أن * يشفى (130) به أصلا.
12
[aphorism]
قال أبقراط: من احتاج إلى أن يسقى الخربق وكان استفراغه من فوق لا يؤاتيه بسهولة فينبغي أن يرطب بدنه من قبل * إسقائه (131) إياه بغذاء أكثر * وبراحة (132) .
[commentary]
التفسير: من لا يؤاتيه القيء بسهولة وهو محتاج إليه فينبغي أن يتعود القيء بالأشياء السهلة ويرطب بدنه قبل سقي الدواء بكل وجه * لتسفيد (133) أعضاؤه تأتيا للامتداد العارض في وقت القيء سيما إذا أراد أن يشرب الخربق الأبيض فإنه يجفف البدن بقوته * وبما (134) يستفرغ من الرطوبات بقوة وعنف شديد. وإذا لم يتقدم في ترطيب البدن لم يؤمن إذا * سرت (135) قوة الخربق في البدن أن يجفف جوهر العصب تجفيفا يؤدي إلى التشنج المهلك. والترطيب إنما يتم بالغذاء * وبالراحة (136) * وبالاستحمام (137) بالماء العذب. * وأما (138) الغذاء فيحتاج أن يكون عاريا من كل طعم قوي من عفوصة أو حرافة PageVW0P119A أو * ملوحة (139) أو * مرارة (140) فإن ما يغلب عليه * إحدى (141) هذه الطعوم لم يكن صادق الغذائية بل يشوبه دوائية إلا أن يراد أن يكون في الغذاء PageVinP039A تفتيح * السدد (142) لتكون المجاري تجري فيها الأخلاط مفتوحة. ولهذا أمر * أبقراط (143) أن يسقى شارب الدواء * الخربق (144) ماء الشعير أو * ماء (145) العسل وقد طبخ فيه الزوفاء. والراحة هي ترك الحركة والفكر أصلا ويفعل الترطيب بطريق العرض. وذلك أنها تحفظ على البدن رطوباته لأنها لا * تحلل (146) * منها (147) شيئا ومواظبة الاستحمام بالماء العذب والتمريخ بالدهن يرطب البدن ويرقق الأخلاط ويجعلها مستعدة لأن يجري بسهولة. وإن كان في البدن موضع * متمدد (148) أرخاه ولينه بالاستحمام * الآخر (149) قبل أخذ الدواء * بحيث (150) يكون * تهيئة (151) لأنه إذا وقع بينهما مدة أطول لم تلبث الأخلاط على رقتها بل ترجع إلى البرد والغلظ. ولهذا كان * أبقراط (152) يحم من دمه غليظ قبل فصده بالماء الحار. ولا ينبغي أن يستحم شارب الدواء وقد أخذ الدواء في العمل لأنه يمنعه من فعله PageVW0P119B * ولهذا (153) التدبير يمكن أن يقلع الأخلاط * الغليظة (154) من الظهر والورك والركبة وسائر * المفاصل (155) .
13
[aphorism]
Unknown page