190

[commentary]

التفسير: * الزعزعة (257) تحريك شديد خارج عن الطبيعة يعرض الدماغ عند ما يسقط الإنسان من موضع عالي فيقع على رأسه أو تناله ضربة قوية على الرأس. وربما يعرض هذا بعينه للنخاع حتى تضطرب مواضع تأليف الفقارات ويكاد بعض العصب الذي ينبت منه ينهتك، إلا أن الذي ينال الدماغ من * الوهن (258) التحرك أكثر مما ينال النخاع بحسب ما له من الفضاء الذي ليس يوجد مثله للنخاع. ويعرض PageVW0P227A للقوة النفسانية في تلك الحال أن تنقبض لتأذيها بتلك الحركة والإشراف على الخطر ويكمن ويسكن. ويعرض لبعض الأعصاب أن * يتمدد (259) تمددا شديدا، وللبعض أن ينهتك، ويعرض لكمون القوى الدماغية وسكونها عن التصرفات أن يبقى الإنسان عادما للحس والحركة والصوت. فإن لم ينهتك شيء من الأعصاب فإنه يرجي له أن * ينتعش (260) ، وإلا فلا.

58

[aphorism]

قال أبقراط: من كان لحمه رطبا فينبغي أن يجوع فإن الجوع يجفف الأبدان.

[commentary]

التفسير: يمكن أن يكون أبقراط عنى بهؤلاء الأصحاء فإن من كان منحرف المزاج عن الاعتدال إلى الرطوبة فإن التدبير المجفف ينفعه على طريق * التقدم (261) بالحفظ. ويمكن أن يكون عنى * بهم (262) المرضى فإن من كان مرضه من الرطوبة فإن التدبير المجفف ينفعه على طريق المضادة فإن المرض يداوي بالضد والجوع يجفف بطريق العرض. وذلك أن البدن إذا عدم الأخلاف PageVW0P227B بدل ما يتحلل منه عرض له أن يتيبس سيما، والذي يتحلل من كل عضو هو أرطب ما فيه. وإنما لا يعرض الجفاف الذبولي للحيوانات التي تنحجر طول مدة الشتاء لأن المحلل من البدن هو الحرارة * إما (263) الداخلة أو الخارجة. وقد عدمت هذه الحيوانات في الشتاء كلتي الحرارتين * فلذلك (264) صار لا يتحلل PageVW5P091B منها شيء إلا النزر الذي * يوجد (265) * لتضاد عنا ضره (266) . وذلك القدر لا يؤثر فيه أكثر من الضعف الذي يناله إلى أن يعود إلى الاغتذاء * ثانيا.فصل (267) أما الفصول العويصة من هذا الكتاب * والتي (268) انتظمت ضربا من الغموض فقد بالغناء في شرحها ما لم يبق بحسب ظني في شيء منها موضع أشكال بعد أن جعلنا كلام جالينوس فيها كلها أصلا وقانونا. وأما الفصول السهلة فقد لخصنا ما قاله فيها ثم قل ما مضى * منها (269) فصل إلا وألحقنا به ما يزداد بذلك بيانا ووضوحا مما كنا قد أخذنا منه في كتبه الأخر. فإن من PageVW0P228A يخوض في شرح جزء من أجزاء الطب وقد سبق جالينوس ففحص عنه بعينه فهو في كل ذلك غارف من بحره * ومقتف (270) أثر سعيه ومنزلته في ذلك * عندي (271) منزلة ناقل * التمر (272) إلى * هجر (273) وجالب البرد إلى عدن. وأما الفصول المدلسة والتي قد أعيذ ذكرها بأخرة من الكتاب فتركنا ذكرها شفقة على فوت الزمان بما لا يجدي نفعا.

المقالة السابعة

1

[aphorism]

Unknown page