Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
[commentary]
التفسير: إن الكبد يسرع إليها نفاخات الماء أكثر * من (240) سائر الأعضاء، وتتولد تلك النفاخات في غشاء الكبد، ويدلنا على هذا كباد PageVW5P090B الحيوانات المذبوحة. فإنه يوجد في أغشيتها هذه النفاخات كثيرا. فإذا اتفق أن يتفقأ تلك النفاخات حدث ما ذكرنا من اجتماع المدة في الكبد. وإذا انفجر إلى خارج بالمنفذ الذي يدخله العرق الصائر من * سرة (241) الجنين إلى كبده انصب إلى الفضاء الذي تحت الحجاب حدث الاستسقاء لأن في هذا الفضاء بعينه يجتمع الماء في المستسقيين. وهذا هو الفضاء الذي فوق الثرب وتحت فاراطنين. والماء الذي يجتمع فيه من تفقأ النالنفاخات يكون حارا حريفا محدثا * للتأكل (242) . والأولى أن يفهم قوله «الغشاء الباطن» * يعني (243) ما يليه، وإلا فالغشاء هو الثرب. وليس يمكن أن يجتمع في داخله شيء دون أن يعرض فيه PageVW0P225B تأكل إذ لا خرق ولا ثقب فيه. وأما حكمه بالموت على من حدث * له (244) هذا العارض فهو على الأكثر فإن الواحد * فالواحد (245) من المستسقيين قد يسلم.
56
[aphorism]
قال أبقراط: القلق والتثاوب * والاقشعرار (246) يبرئه شرب الشراب إذا مزج واحد سواء بواحد سواء.
[commentary]
التفسير: ينبغي أن يفهم أن أبقراط عنى بحدوث هذه الأعراض للأصحاء، فإن * من (247) كان مريضا أو مشرفا على الحمى فيعرض له لذلك قلق أو تثاوب أو قشعريرة فليس يؤمر بشرب الشراب. وإذا كان الأمر كذلك فإن هذه الأعراض توجد للأصحاء لسببين أحدهما من الأسباب البدنية والآخر من الأسباب * النفسية (248) . أما البدنية فإنه متى وجد في فم المعدة رطوبة مؤدية غير * كثيرة (249) ولا مصبوبة في فضائها، بل مداخلة لجرمها عرض لصاحبها القلق وهو أن يمل الحال التي هو عليها ويشتهي أن ينتقل إلى أخرى. وعلى هذا النحو يوجد القلق * للمرضى (250) ، وذلك إذا ثقل عليهم الشكل الذي PageVW0P226A اضطجعوا عليه واشتهوا أن ينقلبوا إلى شكل آخر. وأما التثاوب فيعرض إذا كان في عضل الفكين فضلة من جنس الريح كما إذا كانت هذه الفضلة في عضلات الكتفين واليدين والظهر حدث التمطى. والقشعريرة تحدث إذا انصبت رطوبة رديئة يسيرة تحت الجلد. ومن البين أن الشراب * الممزوج (251) على النصف يقي منها أجمع لأنه * ينضج (252) ويهضم ويعدل ويحرك على الاستفراغ. والرازي لشغفه بالرد على أهل الصواب يخطئ جالينوس في سقي الشراب لإزالة البلغم الغائص في جرم المعدة قائلا بأن القيء أولى بأن يشفي ذلك من الشراب. وذهب عليه ما لا يذهب على العوام PageVW5P091A * من (253) أن القيء إنما يخرج ما هو مصبوب في تجويف المعدة. فأما ما هو مداخل بجرمها وفيما بين طبقاتها فالقيء لا يخرجه أصلا. وأما الأسباب النفسية فهي الوحدة وطول الفكر فإن الإنسان إذا ظل نهاره يفكر في المطالب العلمية يضجر ويقلق ويتكسر بدنه وتقع عليه PageVW0P226B التمطى والتثاوب وكلما أمعن في الفكر واختار * الوحدة (254) اشتد ذلك عليه حتى يفرغ إلى مفاوضة صديق في بعض ما يتعاطاه من العلم أو مؤانسة إنسان تستأنس به أو يتفرج بالانتقال من موضع إلى موضع أو يشرب أقداحا ممزوجة بقدر ما * يثقل (255) رأسه ويسخن بدنه ويزيل ذلك عنه * أجمع. (256)
57
[aphorism]
قال أبقراط: من تزعزع دماغه فإنه تصيبه في وقته سكتة.
Unknown page