148

[aphorism]

قال بقراط: "اللثغ يعتريهم خاصة اختلاف طويل."

[commentary]

التفسير: "اللثغ بالطباع هم الذين لا يقدرون أن يفصحوا ببعض الحروف، وهي في الأكثر الراء والسين والكاف فياتون باللام مكان الراء وبالثاء مكان السين وبالدال مكان الكاف. ويعرض هذا إذا لم يقدر اللسان أو يعتمد بقوة على المواضع التي يحتاج فيها إلى الافصاح بهذه الحروف إما لأنه سترخي في نفسه كالصبي الذي لا يقدر على المشي لإسترخاء قدميه وقلة لتمكنه من الاعتماد عليهما. فهذا يعرض لرطوبة المعدة فإن إحدى طبقتي المعدة مشتركة بينهما وبين اللسان . وأما لضعف عصبه واسترخائه بسبب رطوبة الدماغ، ولهذا يعتري الصبيان كثيرا, فإذا نشوا زالت في الأكثر إلا أن تكون رطوبة مفرطة ويعتري السكاري بسبب الرطوبة الكثيرة التي تملأ الدماغ الذي هو أصل الاعصاب. ولهذا صار اللثغ لا يصلعون كما ذكر في السادسة من الثانية، وحتى قيل أنه لم يرأ لثغ أصلع وذلك أن عدم الصلع إنما يكون لرطوبة الدماغ إذا الصلع بالحقيقة هو أن يتنقص جوهر الدماغ حتى يفارق عظم اليافوخ الجلد الذي فوقه فيجف جفافا شديدا, وهذا هو الذي يجيء في وقته. فأما الذي يجيء في غير PageVW5P075B وقته فيحدث عن ردائة الأخلاط وإذا كان الدماغ بالطبع في اللثغ رطبا عرض من ذلك أنه ينحدر منه إلى المعدة دائما رطوبات فيعرض له الأخلاط المزمن، فإن كانت المعدة في نفسها رطبة عرض مثل ذلك بعينه إذا الختلاف المزمن عرض لازم لضعف المعدة بسبب الرطوبة وقد يعرض نوع من اللثغة لقصر بعض اللسان وهو مما يندر وجوده جدا. وقد يعرض في بعض الأمراض بسبب اليبس المفرط وهذا أن ليس مما نحن فيه بشيء."

32

[aphorism]

قال أبقراط: "أصحاب الجشاء الحامض لا يصيبهم ذات الجنب."

[commentary]

التفسير: "عنى بأصحاب الجشاء الحامض الذين يعرض لهم هذا الجشاء كثيرا ولهؤلاء لرطوبة معدتهم قل ما يصيبهم ذات الجنب لأن هذا المرض ورم يعرض في الغشاء المستبطن للاضلاع وهذا الغشاء لتلززه واندماجه قل ما تشرب بشيء من الأخلاط إلا ما كان من جنس المرار لأنه بحرارته ولطافته يعرض فيه ولهذا صار من الغالب على طبيعة البلغم وهو الذي عناه بأصحاب الجشاء الحامض قل ما يعتريه ذات الجنب لأن من الغالب عليه البلغم لا يتولد فيه المرار كثيرا إذ الكيلوس الوارد على الكبد من المعدة إذ كان أرطب مما ينبغي لم يستعد للإستحالة إلى المرار. ثم إن كان البلغم مالحا فإنه بملوحته يلذع الأمعاء فيهيجها على دفع ما فيها فليستفر ذلك البلغم ويستفرغ معه سائر PageVW0P185B الفضول. ولهذا قال أبقراط في الأهوية والبلدان من كانت طبيعته بالطبع لينة فقل ما يعتريه الشوصة وسائر الأمراض. فإني أحسب أنه عنى بسائر الأمراض ما يعرض منها بإحتداد الدم كالسرسام والحميات المحرقة والحمرة والقروح الساعية."

33

Unknown page