Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط للكيلاني
Genres
قال أبقراط * الحكيم (77) : إذا كان وجعان معا وليس هما في موضع واحد فإن أقواهما يخفي * الآخر. (78)
[commentary]
إن الوجع هو الاحساس بالمنافي وجملة أسباب PageVW1P008B الوجع * منحصرة (79) في جنسين، جنس يغير المزاج دفعه، وهو سوء المزاج المختلف وجنس تفرق الاتصال وأعني من سوء المزاج المختلف أن يكون للأعضاء في جواهرها مزاج متمكن، ثم يعرض لها مزاج * غريب مضاد (80) لذلك المزاج حتى يكون أسخن من ذلك أو أبرد، فتحس القوة الحاسة بورود ذلك المنافي. فلما كان الوجع هو إحساس بمؤثر مناف من حيث هو * مناف (81) فيكون الوجع * هو (82) المحسوس المنافي بغتة، فكلما كان وجعان في موضعين متغايرين وكان أحدهما أقوى من الآخر ويؤثر في القوة الحساسة PageVW0P013B * وتنفعل الحساسة (83) منه ويستعمل به فيذهل عن الأضعف، وهكذا حال حاسة السمع والبصر وغيرهما من المدركات، فإنها تدرك ما هو الأقوى وأشد تأثيرا فيها دون الأضعف ولأن المحسوس هو المؤثر في الحاسة والحاسة هو * المتأثر به (84) ، فالمحسوس الذي هو أقوى في الفاعلية تشتغل الحاسة بقبوله فيخفي فاعلية الأضعف كما أن نغمات * الصنج (85) لا تدرك عند صوت الطبل وضوء السراج لا يستبين في جنب اشتعال النار العظيمة المضيئة.
9
[aphorism]
قال أبقراط رحمه الله خروج البدن عن طبيعته كما يخرج فيما يستفرغ من المثانة وفيما يستفرغ من البطن وفيما يستفرغ من اللحم أو من غيره من البدن إن كان يسيرا كان المرض يسيرا وإن كان كثيرا كان المرض عظيما وإن * كان (86) كثيرا جدا كان دليلا على * الموت. (87)
[commentary]
اعلم أن خروج البدن عن طبيعته الصحي وانحراف مزاجه عن PageVW0P014A اعتداله الطبيعي يسبب ما يستفرغ من المثانة بالادرار PageVW1P009A ومن البطن بالإسهال ومن اللحم بالعرق أو من غيره من البدن إن كان يسيرا كان المرض وسوء المزاج الحاصل من هذه الاستفراغات يسيرا، وإن كانت الاستفراغات من هذه المواضع كثيرة كان المرض الحادث منها عظيما لانحراف المزاج وانخزال القوة. وإن كانت كثيرة جدا كان دليلا على الموت لفساد مزاج الصحي بحيث لا يقبل علاقة * النفس (88) . وأما إن عرضت هذه الاستفراغات للمريض وكان خروج بدن المريض عن مقداره الطبيعي فيما يستفرغ من المثانة أو البطن أو اللحم قليلا يسيرا دل على أن مادة المرض قليل، وإن كان كثيرا دل على أن مادة المرض كثيرة والمرض عظيم، وإن كان كثيرا جدا دل على أن مادة * المرض (89) كثيرة بحيث لا تقدر * القوة (90) المدبرة على إمساكها وتخرج الأخلاط من تلقاء نفسها ودل على عجز الطبيعة وضعفها * إذ (91) لو كان استخراج هذه المستفرغات * لطبيعة (92) المريض بسبب استفراغها الخارج عن مقدارها الطبيعي PageVW0P014B استخراجا يسيرا كان انحراف مزاجه وضعفه يسيرا، وإن كان استفراغها كثيرا * فلا بد (93) أن يكون استخراجها * لطبيعة (94) المريض استخراجا كثيرا، فتضعف قوة المريض ويضعف المرض، وإن كان كثيرا جدا كان استخراجها كثيرا مفرطا بسبب تحليل الأرواح عند استفراغ الأخلاط الكثيرة المستتبعة لها، وكان سببا لاطفاء الحرارة الغريزية بسبب عوز مادتها التي هي الرطوبة PageVW1P009B الغريزية التي استصحبتها المستفرغات فيكون دليلا على سقوط القوة ومشارفة الهلاك.
10
[aphorism]
Unknown page