Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط للكيلاني
Genres
[aphorism]
قال أبقراط الحكيم: إن من حالات الهواء في السنة بالجملة قلة المطر أصح من كثرة المطر وأقل موتا. PageVW0P081A
[commentary]
واعلم * أن (696) من عند كثرة المطر تحدث الحميات العفينة لأن * هيولى (697) العفونة هو * الجوهر (698) الرطب وعند احتباس المطر دفعة تعرض للبطن الحميات الحادة. وأما إذا لم يكن كثيرا * أو (699) لم يحتبس دفعة بل يكون معتدلا بين الحالين فيكون الهواء أيضا معتدلا في الرطوبة واليبس ويعدل الأبدان والأخلاط ويشد الأعضاء ويقوي الأرواح، فيكون أصح وأقل موتا.
87
[aphorism]
* قال أبقراط الحكيم (700) : فأما الأمراض التي تحدث عند كثرة المطر في أكثر الحالات فهي حميات طويلة واستطلاق البطن وعفن وصرع وسكات وذبحة. وأما الأمراض التي تحدث عند قلة المطر فهي سل ورمد ووجع المفاصل وتقطير البول واختلاف الدم.
[commentary]
يعني الحميات التي تحدث عند كثرة المطر على الأكثر فهي حميات طويلة لأن الهواء الرطب إذا صادف بدنا رطبا بلغمانيا أو مستعدا لقبول الرطوبات اجتمع فيه الرطوبات الفضلية وامتلأ من المواد البلغمانية وتعفنت وحدثت الحمى الطويلة لكون موادها الرطبة الباردة PageVW0P081B محتاجة في النضج إلى زمان طويل أو لكثرتها لا تتحلل إلا في مدة طويلة ويحدث الاستطلاق * لامتلاء (701) البدن من الرطوبات الفضلية وقلة تحللها في الهواء الرطب. وأما العفونة وهي تغير الجسم الرطب * بالحرارة (702) على وجه لا تفنى PageVW1P054B رطوباته بل تغيره عن صلوحة القبول للأمزجة النوعية فلتوفر البدن من الفضلات الرطبة القابلة لهذا المعنى وإن * امتلأ (703) الدماغ من الرطوبة واجتمع * فيه (704) البلاغم فمتى انحدرت إلى الحلق حدثت الذبحة وإن لم تنحدر وتمكنت هناك بحيث أحدثت الشدة عرض الصرع والسكتة لأن الدماغ بارد رطب في مزاجه الأصلى والهواء الرطب يزيد فيه الرطوبة فتجتمع المواد وتكسب منه البرودة والغلظ. وأما * عند قلة (705) المطر واحتباسه في الوقت الذي يحتاج إليه يصير الهواء حارا يابسا وتتولد فيه مواد المرارية الحارة اللذاعة ليبوسة الهواء * وانتشافها (706) الرطوبات. فإن ارتقت الخلط المرارية للطافتها إلى العين حدث الرمد، وإن انحدرت إلى الرئة على طريق النزلة حدث السل لنوازل كثيرة تنزل من الرأس أو من انصباب الخلط الحاد اللذاع إلى الرئة، وإن تجلبت إلى المفاصل عرض وجع المفاصل الصفراوي. وأما PageVW0P082A لو اندفعت بطريق * الإدرار (707) إلى المثانة ظهر تقطير البول بسبب حدة البول ومراريته فيحرق المجرى ويلذعه، فيكون استرساله مؤلما واجتماعه وثفله أيضا غير محتمل، فتكون له حالة بين الاسترسال والاحتباس، وهي التقطر، أو لأن كل قليل منه لشدة ايذائه ولذعه يستدعي النفض فتدفعه الدافعة. وإن لم يكن بإرادة وإن دفعتها * الطبيعة (708) إلى الأمعاء وسحجتها بالحدة وفتحت فوهات عروقها حدث اختلاف الدم.
88
Unknown page