Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
[aphorism]
قال أبقراط (437): من كان بوله غليظا، شبيها بالعبيط، يسيرا، وليس بدنه بنقي (438) من الحمى، فإنه إذا بال بولا رقيقا PageVW1P059A كثيرا انتفع به. وأكثر من يبول هذا البول، من كان يرسب في بوله، منذ أول مرضه أو بعده بقليل (439) ثفل.
[commentary]
الشرح (440): غلظ البول في الأكثر للفجاجة، وقد يكون لنضج خلط غليظ وهو المراد ههنا؛ فإنما (441) يكون قليلا إذا كان الخلط لم يندفع بعد اندفاعا قويا، وإذا (442) قوى ذلك الاندفاع كثر، وإذا كان المندفع قد تم نضجه، رق، مع كثرته؛ لأن النضج إنما يكون باعتدال القوام، وإذا اعتدل قوام الغليظ رق. فلذلك من كان بوله أولا غليظا جدا كالعبيط، وكان مع هذا (443) قليلا، فإنه إذا بال بولا كثيرا رقيقا، أي رقيقا بالنسبة إلى ما كان أولا، لا بالنسبة إلى المعتدل، انتفع بذلك، [C5DK4 116a] لأن ذلك إنما يكون لدفع الطبيعة المواد التي قد نضجت في البول (444)، فيكون ذلك PageVW2P104B بحرانا بالبول، وأكثر من يعرض له ذلك من كان اندفاع المواد والنضج يظهران في بوله منذ أول مرضه، * وذلك بأن كان يرسب في بوله منذ أول مرضه (445) أو بعده بقليل ثفل (446). قوله: "وليس بدنه بنقي من الحمى" أما تخصيصه ذلك بكونه في الحمى، فإنما هو لبيان أن الغالب يكون كذلك، إذ * قد فعلت الطبيعة البحران (447) بالبول في مثل أوجاع النساء وأوجاع الكلى، وإن لم تكن حمى البتة. وإنما لم يقل: "وهو محموم" ليشير إلى أن هذا (448) الاندفاع بالبول لابد وأن يتقدمه خفة حمى المحموم، وذلك لأن الدفع البحراني يتقدم هذا البول بمدة، لأن المادة إذا اندفعت بالبحران فإنما تخرج بالبول بعد مدة (449)، لبعد مخرج البول وضيق (450) مسالكه (451).
[aphorism]
قال أبقراط (452): من كان بوله متثورا شبيها ببول الدواب، فبه صداع PageVW0P116B حاضر أو سيحدث (453) به.
[commentary]
الشرح (454): البول PageVW1P059B المتثور هو الكدر المتشتت الأجزاء، وإنما يكون كذلك إذا عرض غليان في مادة غليظة حتى تشتت أجزاءها من غير لطافة، PageVW2P105A وهذا الغليان لابد وأن يصعد بسببه أبخرة كثيرة توجب الصداع، فإذا تقدم تثور البول فالصداع حاضر (455)، أو سيحدث (456) عن قريب.
Unknown page