Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genres
قال أبقراط (204): وأما في الخريف PageVW2P070A فيعرض أكثر أمراض الصيف، وحميات ربع ومختلطة، وأطحلة، واستسقاء، وسل، وتقطير البول، واختلاف الدم، وزلق الأمعاء، ووجع الورك، والذبحة، والربو، والقولنج PageVW0P076B الشديد الذي يسميه اليونانيون إيلاوس، والصرع، والجنون، والوسواس السوداوي.
[commentary]
الشرح (205): الخريف، لقلة التحلل فيه، PageVW1P039B يعرض فيه أكثر أمراض الصيف، أعني الحادثة (206) عن مواده، ويكون عروضها فيه كثيرا جدا، وخصوصا في أوله لمشابهته له. وأما الصيف فإنه وإن عرض فيه بعض أمراض الربيع، فإنها تكون قليلة، لأنها من الرطوبات. وهواء (207) الصيف قوي التحليل، وإذا حدث الخريف على مرض صيفي دام (208)، لعسر تحلل مادته. والذي يقل عروضها في الخريف من أمراض الصيف هي الصفراوية، كالقيءالصفراوي، والرمد، والحصف. وأما الأمراض المختصة بالخريف، فمنها حميات الربع، لكثرة السوداء ترميدا لما PageVW2P070B أحرقه الصيف، وتكثيفا له. ومنها حميات مختلطة، لاختلاف المواد فيه. وأما الصفراء، فلما تولد في الصيف واحتبس PageVW0P077A فيه. وأما السوداء والبلغم، فلما تولد (209) فيه، أما السوداء فلما قلناه، وأما البلغم فلضعف الهضم، لأجل اختلاف الهواء، وضعف الحار الغريزي بتحليل الصيف. ومنها أورام الأطحلة ونفخها، لكثرة السوداء وانحصارها في الباطن، مع ضعف الأحشاء، وضعف الهضم المكثر للرياح، وخاصة الربع يلزمها في الأكثر ضعف الطحال. ومنها الاستسقاء، لضعف الأحشاء، وسوء الهضم، وإضعاف ورم الطحال للكبد. ومنها السل، وقد بيناه. ومنها تقطير البول، لتضرر المثانة بالهواء المختلف، مع حدة البول بما يخالطه من المواد (210) الحادة، ليبوسة الهواء. ومنها اختلاف الدم، لكثرة النوازل الحادة. ومنها زلق الأمعاء، لأن ذلك يكثر عن قروح المعدة أو الأمعاء (211)، أو كثرة النوازل الحادة إليهما، PageVW2P071A أو إلى أحدهما، أو كثرة البلغم اللزج المزلق؛ وكل ذلك يكثر PageVW0P077B في الخريف. ومنها PageVW1P040A وجع الورك، لغلظ المواد، وإضرار الهواء المختلف بالأعضاء الباردة. ومنها الذبحة، لكثرة ما ينزل إلى الحلق من المواد. ومنها الربو، وهو ضيق في النفس، يشبه نفس المتعب، لكثرة النزلات، وإضرار الهواء المختلف بآلات النفس (212). ومنها إيلاوس، وهو مغص شديد (213) في الأمعاء الدقاق، ويسمى قولنج تجوزا (214)، ويكثر في الخريف لتجفيف يبوسة (215) الهواء لفضلات الغذاء (216) قبل إتيانها (217) إلى الأمعاء الغلاظ، وربما عرض حينئذ تورم في الأحشاء. ومنها الصرع، لفساد الأخلاط، وضعف الأدمغة بالهواء المختلف. ومنها الجنون والوسواس السوداوي (218)، لكثرة السوداء (219).
[aphorism]
قال أبقراط (220): وأما في الشتاء فيعرض ذات الجنب، وذات الرئة، والزكام، والبحوحة، والسعال، PageVW2P071B وأوجاع الجنبين والقطن (221)، والصداع، والسدر، والسكات. PageVW0P078A
[commentary]
الشرح (222): إنما لا يكثر في الشتاء شيء من أمراض الخريف، لأن الهضم فيه يجود ويقوى، فتجود الأخلاط ويترطب الهواء والأبدان، وذلك مناف للأسباب الموجبة للأمراض في الخريف؛ لكن لقوة البرد وإضراره بالأعضاء الباردة، والتي يصل إليها الهواء سريعا، وعصره المواد وتحركها (223) إلى أسفل، تعرض فيه هذه الأمراض. فذات الجنب إذا نزلت المادة إليه، وذات الرئة إذا نزلت (224) إليها، والزكام إذا نزلت إلى الأنف، والبحوحة إذا نزلت إلى الحنجرة، والسعال إذا نزلت إلى قصبة الرئة (225)، وأوجاع الجنبين والقطن إذا نزلت إلى هناك، والصداع إذا احتبست في الرأس، والسدر (226) إذا كانت مع ذلك متثورة (227) مغشية للبصر، والسكات إذا منعت نفوذ الروح بسدها.
[aphorism]
Unknown page