308

قال «من قذف» ولم يقل «من نفث» لأن خروج الدم من الفم على * ما (230) عرفت مشترك بين ما ذكرنا والنفث خاص بأوجاع الصدر فعبر عما يخرج من الفم بعبارة مشتركة . وقال «زبديا» ولم يقل «دما»، وذلك لأنه لما كان كلامه في * قروح (231) الرئة قيد ذلك بالزبدية، فإنه متى كان خروجه عن غير قرحة كما إذا * كان (232) لصدع عرق من عروق الرئة لم يكن زبديا. وإن كان فلا تكون * زبديته (233) ظاهرة، وذلك لطول احتباسه في الرئة واختلاط الهواء به. فعلى هذا ليس كلما خرج دم من الرئة ففيها قرحة بل كلما كان زبديا كان PageVW5P204A خروجه * عن (234) قرحة. والله أعلم.

14

[aphorism]

قال أبقراط: إذا حدث بمن به * السل (235) اختلاف دل على الموت.

[commentary]

الشرح: أما صلة هذا بما قبله فهو أنه لما ذكر في الفصل الماضي علامة رديئة من علامات السل * وهي (236) النفث الدم، ذكر في هذا الفصل علامة أخرى رديئة وهي الاختلاف. فإن قيل حكم هذا الفصل هو بعض ما شمله حكم الفصل الماضي وهو قوله «من تساقط شعر * رأسه (237) » وإذا كان حاله كذلك فيكون ذكر الاختلاف هاهنا تكرارا. فنقول: أما في الحقيقة فإن حكم هذا الفصل من جهة الاختلاف هو أعم من حكمه في الفصل الماضي والعام غير الخاص. وبيان ذلك أن مراده بالاختلاف المذكور عقيب تساقط الشعر الكائن عن ضعف القوة الماسكة عن مسك الرطوبات والكائن عن ذوبان الأعضاء، ومراده بالاختلاف المذكور في هذا الفصل الحادث عن ذلك وعن سوء الاستمراء وعن غير ذلك مما ذكرناه آنفا. ولما كان الحال في هذا الفصل كذلك، قال «دل على الموت» وقال في الفصل الماضي «فإنه يموت»، وذلك لأن الاختلاف الأول الذي هو الخاص أردأ من هذا الاختلاف الذي هو العام فلأجل هذا عبر في الأول بالعبارة المذكورة وعبر في الثاني بما ذكرنا. فإن قولنا «يموت» * أدل (238) على الهلاك من قولنا «فإنه دال على الموت»، وأدل على الهلاك من قولنا * «يموت (239) » قولنا * «فالموت (240) مطل» وأبلغ من ذلك في الدلالة قولنا «فهو ميت». والله أعلم.

15

[aphorism]

قال أبقراط: من آلت به الحال من أصحاب ذات الجنب إلى التقيح فإنه إن استنقى في أربعين يوما من اليوم الذي انفجرت فيه المدة فإن علته تنقضي، وإن لم يستنق في هذه المدة فإنه يقع في السل.

[commentary]

Unknown page