264

61

[aphorism]

قال أبقراط: إذا لم يكن إقلاع الحمى عن المحموم في يوم من أيام الأفراد فمن PageVW5P061B عادتها أن تعاوده.

[commentary]

الشرح هاهنا بحثان.

البحث الأول

في الصلة وهو أنه لما ذكر أن زوال الحمى وما يفارقها من الأعراض يكون بالرعاف وبالإسهال البحرانيين (609) قال في هذا الفصل هذا القدر لا يقلع به الحمى إقلاعا تاما إلا إذا كان حصوله في الأيام الأفراد وذلك لأن غالب الحميات هي الحميات الصفراوية وهي تنوب في الأفراد والبحران كائن في أيام النوائب فلذلك شرط في هذا النوع من البحران أن يكون حدوثه في يوم من الأفراد.

البحث الثاني:

قال جالينوس أحسب أن هذا الفصل من الفصول المدلسة وذلك لأن أبقراط ذكر في تقدمة المعرفة وكتاب أبيديميا أن مرضى كثيرين أتاهم البحران في الرابع عشر وفي العشرين والرابع والعشرين * وفي الثلاثين (610) * وفي الأربعين (611) والستين والثمانين وهذه كلها أيام أزواج. قال فإن الواجب أن يجعل مكان الأفراد البحران وهو أن يقول إذا لم يكن إقلاع الحمى عن المحموم في يوم من أيام البحران (612) فمن عادتها أن تعاود. * وقال الشيخ (613)علاء الدين ابن النفيس (614) هذه الأيام المذكورة أفراد في الحقيقة على حساب البحران وذلك لأن اليوم الرابع عشر هو اليوم السابع من الأسبوع الثاني واليوم العشرون (615) هو اليوم السابع من الأسبوع الثالث واليوم الأربعون (616) هو السابع من الأسبوع السادس. وأما الرابع فهو نصف السابع ونصف السابع فرد. ثم قال على أن كلامه في الحميات وغالب الحميات صفراوية وهي تنقضي في الأيام الأفراد لأن نوائبها تأتي في الأفراد والبحران حاصل فيهما. واعلم أن أصل الكلام من جالينوس PageVW5P062A فيه نظر وذلك لأنه يقول في كتاب البحران إن التجربة قد شهدت أن بحارين الأمراض الحادة في الأفراد وبحارين الأمراض المزمنة في الأزواج، وهو حق فإن غالب الحميات الحادة (617) صفراوية (618) * تأتي بحارينها (619) في الأفراد على ما عرفت. وعلى هذا التقدير يكون كلام أبقراط إذا لم يكن إقلاع الحمى في يوم من أيام الأفراد فمن عادتها أن تعاوده، والله (620) أعلم.

62

Unknown page