186

في صلة هذا * الفصل (1380) بما قبله: وهو أن * الإمام (1381) أبقراط لما فرغ من الكلام في ذكر الأمراض الخاصة بفصل فصل شرع في ذكر الأمراض الخاصة بسن سن، وذلك لمشابهة الأسنان للفصول الأربعة في انحصارها في العدد المذكور وفي مشاكلة * كل (1382) واحد منها لنظيره من الفصول في المزاج. وبدأ منها * بالأطفال (1383) لأنهم أول الأسنان في الوجود ولأنهم مشابهون للربيع الذي هو أول الفصول في المزاج. وأما أن الأسنان لم صارت أربعا فقد تقدم لنا كلام في ذلك في المقالة الأولى في * شرحنا (1384) : المشائخ أحمل الناس * للصوم (1385) .

البحث الثاني

PageVW1P093A في بيان عروض الأمراض * المذكورة (1386) للمولودين. أما القلاع فسبب عروضه لين جلدة فم الطفل، فإنه حين كونه في جوف أمه كان يغتذي بدم يأتيه من جهة أمه في وريد يدخل في سرته ويتصل بمقعر كبده، وستعرف جميعه. فجلدة فمه لينة لدنة، واللين فيه جلاء لأنه مركب من ثلاث جواهر زبدي وجبني ومائي وفعله المذكور بجزئه المائي. ولما صار ما كان من اللين أكثر مائية فهو أكثر جلاء كلبن الماعز. فإذا مر بسطح فم الطفل فعل فيه ما ذكرناه وعند ذلك بضعف الجزء من الجلد الحاصل فيه ذلك عن إحالة ما يصل إليه من الغذاء على الواجب فيتقرح ذلك الموضع ويحدث فيه بثور وهي المسماة * بالقلاع (1387) . * وأنواعه (1388) أربعة: أحمر وأبيض وأسود وأصفر. وذلك لغلبة * إحدى (1389) المواد * الأربع (1390) وميلها إلى تلك المواضع. وأسلمه الأحمر وأردؤه الأسود الاحتراقي وشره وأقواه أعراضا الأصفر. وهذه القروح جميعها رديئة عسرة البرء لثلاثة أوجه: أحدها للين جلدة * داخلة (1391) الفم فتكون قابلة لسريان الفساد؛ وثانيها لكثرة الرطوبة هناك * فتبتدئ (1392) القرحة ويعسر إلحامها؛ وثالثها الدوام حركة الفم، وذلك مما يمنع القروح من سهولة * الالتحام (1393) . وأما القيء فلوجهين: أحدهما لنفور المعدة مما يصل إليها من اللبن لأنها ليس * لها (1394) عادة حين كونه في جوف أمه بوصول * الغذاء (1395) إليها فتنقر منه وتروم قذفه؛ وثانيهما عجزها وضعفها عن هضم ما يصل إليها، وذلك لاستيلاء الرطوبة عليها ولقلة اعتيادها لا سيما والمرضعات يقصدن في هذا الوقت PageVW5P161B كثرة الرضاع ليخف أثدانهن من ثقل اللبن فيتولد منه فضول كثيرة. وعند ذلك تروم المعدة قذفه * وإخراجه (1396) بالقيء. وأما السعال فلوجوه ثلاثة: أحدها لاستيلاء الرطوبة على أبدانهم ويلزم ذلك كثرتها في رئاتهم فيتحرك لدفعها؛ وثانيها لاستضرار رؤوسهم بالبرد الخارجي بعد * حر (1397) الأحشاء فتنفذ قوة البرد إلى داخل الدماغ فتضعف حرارته الغريزية وقواه الطبيعية فتكثر الفضلات فيه * فتقطر (1398) إلى جهة الرئة؛ وثالثها لامتلاء معدهم باللبن ومزاحمتها للرئة، ومثل هذا السعال يكون يابسا * والأولان (1399) رطبان. وأما السهر فالمراد به سرعة الانتباه من النوم لا الذي هو إفراط في اليقظة، وذلك لتوفر * رطوباتهم (1400) . ولسرعة * الانتباه (1401) أسباب أربعة: أحدها فساد اللبن في معدته فيرتفع منه أبخرة إلى دماغه فتفزعه وتؤذيه؛ وثانيها ألمه من قطع سرته؛ وثالثها تأذي بشرته بصلابة الثياب ولذع الملح لها؛ ورابعها ألمه * بشدة (1402) القماط. وأما التفزع فسببه استحالة اللبن إلى كيفية رديئة قريبة من السمية فيرتفع منها إلى دماغه أبخرة رديئة تؤذي الدماغ وتخيل له خيالات فأسده مفرغع. وأيضا فإن قواه ضغيفة تنفعل عن أدنى سبب * مفرغ (1403) . وأما ورم السرة فلموضع القطع كما يعرض * لغيرها (1404) من الأعضاء إذا * جرحت (1405) ، وقد عرفت كيفية إحداث المادة للورم. وأما رطوبة الأذنين * فهو (1406) سيلان ذلك منها بسبب رطوبة الدماغ فتندفع إلى الأذنين ويخرج منها * لا (1407) إلى المنخرين لأن نومهم على ظهورهم. * والله (1408) أعلم.

25

[aphorism]

قال * أبقراط (1409) : فإذا قرب الصبي من أن تنبت له الأسنان عرض له مضيض فى اللثة وحميات وتشنج * واختلاف (1410) لا سيما إذا نبتت له الأنياب * وللعبل (1411) من الصبيان ولمن كان منهم بطنه معتقلة.

[commentary]

الشرح هاهنا بحثان.

البحث الأول

في صلة هذا الفصل بما قبله: فهو * معلوم (1412) بالضرورة. أما المضيض فهو وجع يحصل في اللثة مع حكاك يسير، وسببه تفرق اتصال اللثة لبروز الأسنان منها. قال جالينوس: وذلك كما يعرض عند دخول السلي.

Unknown page