170

[aphorism]

قال أبقراط: فإن كان الخريف شماليا يابسا كان موافقا لمن كانت طبيعته رطبة وللنساء، وأما سائر الناس فيعرض لهم رمد يابس وحميات حادة وزكام مزمن ومنهم من يعرض * لهم (945) الوسواس العارض * من (946) السوداء.

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث خسمة.

البحث الأول

في صلة هذا * الفصل (947) بما قبله: وهو أنه لما كان انتهاء كلامه في الفصل الأول في حكم الخريف الجنوبي أتبعه بذكر الخريف الشمالي، غير أنه لقائل أن يقول: لم لا ذكر في هذا الفصل ما يقابل الفصل الأول كما فعل في تركيب الشتاء مع الربيع، قلنا: وذلك لأنه يبعد أن يكون صيف جنوبي أي حار رطب، وذلك لأن * قوة (948) حرارة الصيف تنافي وقوع المطر وتجفف الهواء بالتحليل فلا يمكن أن يكون مع قوة الحرارة رطوبة * فلذلك (949) اقتصر على * ذكر (950) مقابل الخريف فقط.

البحث الثاني:

إذا اتفق ورود خريف شمالي على صيف شمالي فقد توالى فصلان على اليبوسة، وعند ذلك ينتفع بهذا التوالي من كان الغالب عليه * الرطوبة (951) * سواء (952) كانت طبيعته أو مكتسبه. وأما من كان معتدل المزاج أو يابسة فيعرض له ما ذكره. أما المعتدل فالرمد اليابس، وذلك بسبب ما تستعيده المادة من الحدة فيكون يابسا من هذا الوجه. وأيضا فإنه ليبسه يكثف مسام العين ويحبس المادة فيكون قليل الدموع، ولا معنى للرمد اليابس إلا ذلك في المشهور فيكون يابسا حقيقة * ومشهورا (953) . وأما الحميات الحادة فليبس المادة * تكون (954) الحرارة المتعلقة بها حادة على ما عرفت هذا إن فهم من الحدة شدة السورة. وإن فهم * منها (955) ما يقابل الزمانة وهو * قصر (956) المدة فهو حق أيضا، وذلك لأن المادة إذا ذهب لطيفها * نقص (957) مقدارها ، ومتى نقص مقدارها كان المرض الحادث عنها قصير * المدة (958) على ما عرفت. وأما الزكام المزمن فلغلظ المادة، فإن لطيفها قد ذهب يبس الهواء، وعند ذلك يعسر على الطبيعة إنضاجها * خصوصا (959) ، والهواء البارد اليابس يكثف المسام ويمنع المادة من * التحلل (960) فيطول PageVW1P087A زمانه. وأما اليابس المزاج فيعرض له الوسواس السوداوي، وذلك * لاستعداده (961) لذلك.

البحث الثالث:

حكم أبقراط بما ذكره على فصول * السنة (962) إنما هو باعتبار اعتدال المسكن أو قربه من الاعتدال، وإلا فمتى كان خارجا عن الاعتدال كالمتوغل في الشمال أو في الجنوب فإن كل واحد منهما إذا خرج الفصل فيه عن واجبه لم يؤثر ذلك الخروج فيه تأثيره في المساكن المعتدلة، * وذلك (963) لبعده عن اتسعداد تأثير الخروج لأنه قد علم أن كل أثر لا بد له من أمور ثلاثة: قوة الفاعل وقبول المنفعل وطول الزمان ليتمكن الفاعل من فعله.

Unknown page