94

Sharh Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigator

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Publisher

دار المعرفة

Publisher Location

بيروت

- الْمَعْنى يَقُول غفر الله لَك أحزانك والحزن مِمَّا يسْتَغْفر مِنْهُ لِأَن الْحزن كالغضب مِمَّن هُوَ تَحْتك إِذا أَصَابَك بِمَا تكره والحزن مِمَّن هُوَ فَوْقك وَالْإِنْسَان إِذا حزن على مُصِيبَة تصيبه فَكَأَنَّهُ يغْضب على الْقدر الْمَقْدُور حَيْثُ لم يجر بمراده وَالْغَضَب على الْمَقْدُور مِمَّا يسْتَغْفر مِنْهُ وَقد جَمعهمَا الله فى قَوْله ﴿وَلما رَجَعَ مُوسَى إِلَى قومه غَضْبَان أسفا﴾ فالغضب على قومه الَّذين عبدُوا الْعجل والأسف بِسَبَب خذلان الله لَهُم ٣٥ - الْإِعْرَاب وزن يسخون يفعلن فالواو لَام الْفِعْل وَالنُّون عَلامَة الْإِضْمَار وَجمع التَّأْنِيث وَالضَّمِير رَاجع إِلَى النُّفُوس وَمثله ﴿إِلَّا أَن يعفون﴾ الْغَرِيب السَّلب مَا يُؤْخَذ من الْقَتِيل من ثِيَاب وَسلَاح وَمِنْه // الحَدِيث الصَّحِيح // " من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه) وَتقول سلبت الشئ سلبا بِسُكُون اللَّام وَالسَّلب بِالْفَتْح المسلوب وَكَذَلِكَ السليب وَالسَّلب أَيْضا لحاء شجر بِالْيمن تعْمل مِنْهُ الحبال وَهُوَ أجفى من لِيف الْمقل الْمَعْنى يَقُول أَنْتُم قوم أَصْحَاب شرف وأنفة يُعْطون على الْمَسْأَلَة وَلَا يُعْطون على الْغَلَبَة والقهر وَلَو قَالَ نُفُوسهم لَكَانَ أحسن فى الْإِعْرَاب وَإِنَّمَا قَالَ على المخاطبة وَهُوَ أمدح فعلى المخاطبة أَرَادَ يكون وَلَا يسخو وَإِنَّمَا أخبر عَنْهَا بالغيبة وَهُوَ // جيد // ٣٧ - الْغَرِيب النبع شجر صلب ينْبت فى رُءُوس الْجبَال تتَّخذ مِنْهُ القسى والشوحط ينْبت فى أَسْفَل الْجبَال والغرب نبت ضَعِيف ينْبت على الْأَنْهَار الْمَعْنى يُرِيد أَنْتُم بَين الْمُلُوك كالقنا على سَائِر الْقصب ففضلكم عَلَيْهِم كفضل القنا على الْقصب ثمَّ دَعَا لَهُ أَن لَا تناله الليالى فَإِنَّهَا إِذا ضربت كسرت القوى بالضعيف وَهَذَا مثل // حسن //

1 / 94