- الْإِعْرَاب عطف على مَا قبله أى ويفخر بمسك وبالمسك خبر لَيْسَ الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ الْمسك الذى يكنى بِهِ هُوَ الْمسك الْمَعْرُوف وَإِنَّمَا هُوَ طيب الثَّنَاء فَهُوَ كِنَايَة عَن طيب الثَّنَاء وَالذكر الْجَمِيل الْحسن والأريج الطّيب فَهُوَ يفخر بِمَا يشنى عَلَيْهِ من الثَّنَاء الْحسن لَا بِمَا يبتنى من الْبناء
١٢ - الْغَرِيب الرِّيف هُوَ الْمَكَان الخصب الْكثير الخضرة وَالْجمع أرياف وأريفت الْمَاشِيَة أى رعت الرِّيف وأريفنا صرنا إِلَى الرِّيف وَأَرْض ريفة بِالتَّشْدِيدِ كَثِيرَة الخضرة وطباه واطباه إِذا دَعَاهُ واستماله قَالَ كثير
(لَهُ نَعَلٌ لَا يَطًّبى الكَلْبَ رِيحُها ... وإنْ خُلِّيَتْ فِي مجْلِسِ القَوْمِ شُمَّتِ)
يُرِيد أَنَّهَا من جلد مدبوغ طيب الرَّائِحَة الْمَعْنى يُرِيد أَنه لَا يفخر بِمَا يبتنى فى الحواضر والأرياف وَلَا بالمسك الذى يستميل قُلُوب النِّسَاء إِنَّمَا فخره بِمَا يبتنى من العلياء وَبِمَا أثرت صوارمه الْبيض فى الحروب فى جماجم أعدائه وبالمسك الذى هُوَ طيب الثَّنَاء لَهُ عِنْد النَّاس فَهُوَ يفخر بِهِ لَا بِغَيْرِهِ
١٣ - الْغَرِيب السنا الْمَقْصُور هُوَ الضياء والنور والممدود الْعُلُوّ والرفعة الْمَعْنى يُرِيد أَن هَذِه الدَّار لما نزلتها نزلت مِنْك فِيمَن هُوَ أحسن مِنْهَا رفْعَة وضُوءًا يُرِيد أَن الدَّار تشرفت وتزينت بك لما نزلتها
١٥ - الْغَرِيب ذرت الشَّمْس أى بَدَت أول مَا تطلع الْمَعْنى يُرِيد أَنه فى سوَاده مشرق فَهُوَ بإشراقه فى سوَاده يفضح الشَّمْس ويحوز أَن يُرِيد شهرته وَأَنه أشهر من الشَّمْس ذكرا أَو يرد نقاءه من الْعُيُوب والإنارة تعود إِلَى أحد هَذِه الْمَعْنيين أَو يُرِيد بالإنارة الشُّهْرَة لِأَن الْمَشْهُور مُنِير وَقيل للمشهور مُنِير وَإِن لم يكن ثمَّ إنارة وَكَذَلِكَ الْمُنِير نقى من الدَّرن فَقيل للنقى من الْعُيُوب مُنِير وَيدل عَلَيْهِ قَوْله فى الْبَيْت الذى يَلِيهِ
1 / 34