- ويروى بِمحل
٦ - الْإِعْرَاب محلّة تَمْيِيز وَأَن فى مَوضِع نصب بِإِسْقَاط حرف الْجَرّ تَقْدِيره من أَن تهنى بمَكَان مُتَعَلق بِالْمَصْدَرِ الْمُقدر والظرفان متعلقان بالاستقرار الْمَعْنى يَقُول أَنْت أَعلَى قدرا من أَن تهنى بمَكَان والبلاد كلهَا وَالنَّاس ملك لَك وَلَك مُتَعَلق بِملك الْمُقدر أى وَلَك كل مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وهما الغبراء والخضراء فالغبراء الأَرْض والخضراء السَّمَاء وَمِنْه الحَدِيث " مَا أقلت الغبراء وَلَا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أَبى ذَر "
٧ - الْمَعْنى يُرِيد إِنَّمَا نزهتك الْخَيل والرماح والسمهرية منسوبة إِلَى سمهر رجل من الْعَرَب وَامْرَأَته ردينة وَقَالَ قوم جعل القنا على الْخَيل كالحمل على الشّجر فَلهَذَا قَالَ بساتينك يُرِيد هَذِه نزهتك لَا غَيرهَا والسمهر فِي اللُّغَة الشَّديد اسمهر الرجل إِذا كَانَ شَدِيدا فِي أمره
٨ - الْإِعْرَاب حرف الْجَرّ يتَعَلَّق بيفخر وَقَوله يفخر خُرُوج من الْخطاب إِلَى الْغَيْبَة كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿حَتَّى إِذا كُنْتُم فِي الْفلك وجرين بهم﴾ وَمن الْغَيْبَة إِلَى الْخطاب كَقَوْلِه تَعَالَى فى قِرَاءَة ابْن كثير وأبى عَمْرو ﴿تجعلونه قَرَاطِيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم مَا لم تعلمُوا﴾ وَهَذَا كثير الْمَعْنى يَقُول إِنَّمَا فخره بِمَا يبتنى من العلياء لَا بِمَا يبتنى من الدّور والطين كَمَا قَالَ
(بَنَى البُناةُ لَنا مَجْدًا ومَكْرُمَةً ... لَا كالْبِناءِ مِنَ الآجُرِّ والطِّينِ)
والعلياء إِذا ضمت الْعين قصرت وَإِذا فتحت مدت
٩ - الْإِعْرَاب وبأيامه مَعْطُوف على قَوْله بِمَا يبتنى أى ويفخر بأيامه الَّتِى مَضَت لما كَانَ فِيهَا من المفتوح وَقتل الْأَعْدَاء وَمَا دَاره أى وَلَيْسَ دَاره الْمَعْنى يُرِيد أَن أَبَا الْمسك أى هَذَا الممدوح إِنَّمَا يفخر بالمعالى وبأيامه الْمَعْرُوفَة فِي النَّاس بقتل الأعادى وَلم يكن لَهُ فى هَذِه الْأَيَّام دَار سوى الْحَرْب فِي المعركة وملاقاة الْأَبْطَال
1 / 33