- الْغَرِيب وشت نمت ودلت والآلاء النعم والعطايا وَاحِدهَا ألى بِالْفَتْح وَقد تكسر كمعى وأمعاء وَمن فتح كقتب وأقتاب الْمَعْنى يُرِيد أَنَّك تحب نغم السَّائِلين فتحب أَن تسْأَل لَا لِأَنَّك تحوجهم إِلَى السُّؤَال بل لأجل أَن تعرف تَفْصِيل حوائج السَّائِلين أَو تشرفا بسؤالك كَمَا قَالَ حبيب
(مَا زِلْتُ مُنْتَظِرًا أعْجوبَةً زَمَنا ... حَتَّى رأيْتُ سُؤَالا يجْتَبى شَرفَا)
وَإِذا حجبت عَن أبصار النَّاس دلّت عَلَيْك صنائعك ونعمك كَمَا قَالَ
(مَنْ كانَ نور جَبِينِه ونَوَالُهُ ... لم يُحْجبا لم يَحْتَجب عَن ناظِرِ)
وَكَقَوْلِه
(مَن كانَ فَوْقَ مَحلْ الشَّمسِ موْضِعُه ... فلَيْسَ يَرْفَعُهُ شَىْءٌ وَلا يَضَعُ)
٤١ - الْمَعْنى يَقُول بلغت من الرّفْعَة غَايَة لَا يزيدها مدح مادح علوا وَإِنَّمَا تمدح لتجيز المداح وليعد الشَّاعِر فِي جملَة مداحك كالشاكر لله تَعَالَى يثنى عَلَيْهِ ليستحق أجرا ومثوبة لَا أَن الله تَعَالَى مُحْتَاج إِلَى ثنائه
٤٢ - الْغَرِيب الدأماه على وزن فعلاء الْبَحْر قَالَ الأفوه الأودى
(واللّيْلُ كالدَّأْماء مُسْتَشْعِرٌ ... مِنْ دُونه لوْنا كلَوْن السُّدوُس)
والجدب ضد الخصب وَهُوَ الْمحل الْمَعْنى يَقُول الْبَحْر على كَثْرَة مَائه يمطر وَمَا هُوَ بمحتاج إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ الخصيب يمطر وَلَيْسَ هُوَ بمحتاج إِلَيْهِ فَأَنت لست تمطر لإجداب محلك والدأماء مؤنث فَمن روى تمطر بِالتَّاءِ فَهُوَ // حسن //
٤٣ - الْغَرِيب السَّحَاب مَا يحمل مَاء الْمَطَر وَجمعه سحب وسحائب وَقد جَاءَ فِي الْكتاب الْعَزِيز السَّحَاب بِمَعْنى الْجمع قَالَ الله تَعَالَى ﴿حَتَّى إِذا أقلت سحابا ثقالا﴾ يُرِيد جمع سَحَابَة الضَّمِير فى قَوْله سقناه رَاجع إِلَى مَاء السَّحَاب أَو إِلَى الْقطر والمطر وَإِن كَانَا غير مذكورين وَكَقَوْلِه تَعَالَى ﴿فأثرن بِهِ نقعا﴾ يُرِيد بِهِ الوادى وَلم يجر لَهُ ذكر والرحضاء عرق الْحمى الْمَعْنى يَقُول السحابة لم تحك نائلك لِأَنَّهَا لَا تقدر على ذَلِك لِكَثْرَة عطائك المتتابع فَإِنَّهُ أَكثر من مَائِهَا وَإِنَّمَا هُوَ عرق حماها لحسدها لَك فأورثها الْحمى فَمَا ترى من مَائِهَا فَإِنَّهَا لَو عرق حماها حسدا لَك فالذى ينصب من مطرها هُوَ من عرق حماها وَهُوَ أبلغ من قَول أَبى نواس
(إنَّ السَّحابَ لتَسْتَحي إِذا نَظَرَتْ ... إِلَى نَداك فَقاسَته بِمَا فِيها)
والصبيب هُوَ المصبوب يعْنى مطرها المصبوب
1 / 30