- قَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد لَا ينصدع قلب أحد حَتَّى يعاديك فيضمر لَك الْعَدَاوَة فَإِذا تَأمل مَا جنى على نَفسه من عداوتك انْشَقَّ قلبه فَمَاتَ خوفًا وجزعا هَذَا كَلَامه وَلم يُفَسر قَوْله عَمَّا تَحْتَهُ وَالْمعْنَى مَا فِيهِ من الغل والحسد أى أَنه وَإِن أضمر لَك الغل والحسد لم ينشق قلبه فَإِذا أضمر لَك الْعَدَاوَة انْشَقَّ قلبه وَبَان أَنه عَدو لَك والشحناء من المشاحنة وهى المعاداة ملئ الْقلب من الشحن
٣٤ - الْغَرِيب اقترعت أى تساهمت وَتسَمى تعرف وَالِاسْم هُوَ السمو وَهُوَ الْعُلُوّ الْمَعْنى يَقُول تقارعت الْأَسْمَاء عَلَيْك فَكل أَرَادَ أَن تسمى بِهِ فخرا بك فَلم تسم بِهَذَا الِاسْم حَتَّى تقارعت السَّمَاء عَلَيْك وَقَالَ المعرى أَرَادَ بِالِاسْمِ الصيت
٣٥ - الْإِعْرَاب واسمك الْوَاو وَاو الْحَال الْمَعْنى قَالَ المعرى يُرِيد بِالِاسْمِ الصيت أى لم يشركك فى صيتك أحد وَإِنَّمَا مَالك النَّاس فِيهِ سَوَاء غنيهم وفقيرهم وَيُقَال فلآن قد ظهر اسْمه فِي النَّاس أى صيته فَذكره لَا يُشَارِكهُ فِيهِ أحد وَقَالَ الواحدى يُرِيد لم يُشَارك اسْمك فِيك لِأَنَّهُ لَا يكون للْإنْسَان أَكثر من اسْم وَاحِد وَالنَّاس كلهم فِي مَالك سَوَاء قد تساووا فِي الْأَخْذ مِنْك لَا تخص أحدا دون غَيره بالعطاء قَالَ أَبُو الْفَتْح هُوَ اسْمه الْعلم وَقَالَ الشريف ابْن الشجرى قَالَ المعرى أَرَادَ الصيت وَلَيْسَ بشئ وَإِنَّمَا الْمَعْنى أَن اسْمك انْفَرد بك دون غَيره من الْأَسْمَاء وَقَول أَبى الْعَلَاء إِن فى النَّاس جمَاعَة يعرفونه بهَارُون لَا يلْزم أَبَا الطّيب وَإِنَّمَا يلْزمه لَو كَانَ قَالَ فَغَدَوْت وَأَنت غير مشارك فى اسْمك فَلم يفرق أَبُو الْعَلَاء بَين أَن يُقَال اسْمك غير مشارك فِيهِ وَبَين أَن يُقَال أَنْت غير مشارك فى اسْمك وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن اسْمك انْفَرد بك دون الْأَسْمَاء وَلم يرد أَنَّك انْفَرَدت بِاسْمِك دون النَّاس واللفظان متضادان
1 / 28