- الْإِعْرَاب من بِمَعْنى الذى وَهُوَ بدل من الأول وحرفا الْجَرّ متعلقان بِالْمَصْدَرِ الْمَعْنى يَقُول إِذا هيج استباح مَال أعدائه وحريمهم فَانْتَفع بذلك وَإِذا ترك استضر بذلك فَلَو فطن أعداؤه لهَذَا مِنْهُ لتركوه فوصولا بذلك إِلَى أذيته فَهُوَ إِذا هيج انْتفع بذلك شوقا إِلَى الْحَرْب وَإِذا لم يهج وَترك لم يجد لَذَّة فَلَو علم الْأَعْدَاء ذَلِك مِنْهُ لقطعوه كى يصلوا بذلك إِلَى مضرته
٢٦ - الْغَرِيب السّلم ضد الْحَرْب وتفتح السِّين مِنْهَا وتكسر قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع والكسائى فِي سُورَة الْبَقَرَة بِفَتْح السِّين وَقَرَأَ حَمْزَة وَأَبُو بكر عَن عَاصِم فِي سُورَة مُحَمَّد بِكَسْر السِّين وَقَرَأَ أَبُو بكر فى الْأَنْفَال بِكَسْر السِّين والهيجاء من أَسمَاء الْحَرْب يقصر ويمد
الْمَعْنى يُرِيد أَن الذى يَأْخُذهُ فِي الْحَرْب يُعْطِيهِ عفاته فِي السّلم لِأَنَّهُ فِي الْحَرْب يَأْخُذ أَمْوَال أعدائه وَفِي السّلم يُعْطِيهَا عفاته وَهَذَا من قَول بَعضهم
(إذّا أسْلَفَتْهُنَّ المَلاحِمُ مَغْنَما ... دعاهنّ مِن كَسْبِ المَكارِم مَغْرَمُ)
وَأَخذه أَبُو تَمام فَقَالَ
(إِذا مَا أعارُوا فاحتَوَوْا مالَ مَعْشَر ... أغارَتْ عَلَيْهِم فاحْتَوَتْهُ الصَّنائعُ)
وَبَيت المتنبى أحسن لفظا وسبكا وأصنع لِأَنَّهُ قَابل السّلم بِالْحَرْبِ وَالْكَسْر بالجبر وَهَذَا مِمَّا يدل على براعته
1 / 24