229

Sharh Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigator

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Publisher

دار المعرفة

Publisher Location

بيروت

- الْإِعْرَاب فروسة تَمْيِيز والثابتين فى مَوضِع خفض على النَّعْت أَو الْبَدَل من بنى عمرَان وَيجوز أَن يكون فى مَوضِع نصب على الْمَدْح وَمن روى والطعن بِالرَّفْع فالواو وَاو الْحَال أى يثبتون فى حَال الطعْن فى صدورها وَمن رَوَاهُ بالخفض فَمَعْنَاه يثبتون فى ظُهُورهَا ثُبُوت الطعْن تَقْدِيره كجلودها وكالطعن الْمَعْنى يُرِيد أَنهم يثبتون فى ظُهُور خيلهم كثبوت جلودها عَلَيْهَا فى حَال كَون الطعْن فى صدورها يصفهم بالإقدام والشجاعة وَقَالَ ابْن القطاع فى قَوْله
(أقبلتها غُرر الْجِيَاد ...)
يَقُول جَعلتهَا تقبل غرر جيادها الَّتِى أوصلتهم إِلَى أعدائهم وشفت صُدُورهمْ مِنْهُم كَأَنَّهَا أيدى بنى عمرَان الْمُعْتَادَة التَّقْبِيل وَأَقْبَلت الرجل يَد فلَان جعلته يقبلهَا
١٤ - الْإِعْرَاب الراكبين جدودهم يحْتَمل أَن يكون على قَول من قَالَ أكلونى البراغيث أى الَّذين ركبُوا جدودهم أمهاتها وَالْوَجْه أَن يكون الرَّاكِب جدودهم لَو اتزن لَهُ وَمَعْنَاهُ الَّذين ركب جدودهم كَمَا تَقول مَرَرْت بالقوم الْمَيِّت أخوفهم أى الَّذين مَاتَ أخوهم وَقَول أماتها يُقَال أمات فِيمَا لَا يعقل وَقد يُقَال بِالْعَكْسِ فيهمَا الْمَعْنى قَالَ الواحدى فِي معنى الْبَيْت إِن هَذِه الْخَيل تعرفهم ويعرفونها لِأَنَّهَا من نتائجها تناسلت عِنْدهم فجدودهم كَانُوا يركبون أُمَّهَات هَذِه الْخَيل وَسِيَاق الأبيات قبله يدل على أَنه يصف خيل نَفسه لَا خيل بنى عمرَان وَهُوَ قَوْله أقبلتها وَإِذا كَانَ كَذَلِك لم يستقم هَذَا الْمَعْنى إِلَّا أَن يدع مُدع أَنه قَاتل على خيل الممدوح فَإِنَّهُم يقودون الْخَيل إِلَى الشُّعَرَاء قَالَ ابو فورجة والذى عندى أَنه يصف معرفتهم بِالْخَيْلِ وَلَا يعرفهَا إِلَّا من طَالَتْ ممارسته لَهَا وَالْخَيْل تعرفهم أَيْضا لانهم فرسَان وَهَذَا كَلَامه وَلم يُوضح مَا وَقع بِهِ الْإِشْكَال وَإِنَّمَا يَزُول الْإِشْكَال بِأَن يُقَال الْجِيَاد اسْم جنس ففى قَوْله غرر الْجِيَاد أَرَادَ جِيَاد نَفسه وَفِيمَا بعده أَرَادَ جِيَاد بنى عمرَان والجياد تعم الخيلين جَمِيعًا فَقَوله
(والراكبين جدودهم ...)
مَعْنَاهُ أَنهم كَانُوا من ركاب الْخَيل فيريد أَنهم عريقون فى الفروسية طالما ركبُوا الْخَيل فَهَذِهِ الْخَيل مِمَّا ركب جدودهم أمهاتها وَيُشبه هَذَا الْمَعْنى قَول أَبى الْعَلَاء المعرى
(يَابْنَ الأُلى غيرَ زَجْر الخَيْلِ مَا عَرَفُوا ... إذْ تَعْرِفُ العُرْبُ زجرْ الشاءِ والعَكَرِ ١)

1 / 229