- الْمَعْنى نذيمهم نذمهم ولولاهم مَا عرفنَا فَضله لِأَن الْأَشْيَاء إِنَّمَا تتبين بضدها فَلَو كَانَ النَّاس كلهم كراما مثله لم يعرف فَضله قَالَ أَبُو الْفَتْح هَذَا مَأْخُوذ من قَول المنبجى
(فالوَجْهُ مثلُ الصُّبْحِ مُبْيَضُّ ... والشَّعْرُ مثلُ اللَّيْلِ مُسْوَدُّ)
(ضِدَّان لمَّا اسْتَجْمَعا حَسُنا ... والضّدُّ يُظْهِر حسنَه الضّدُّ)
قَالَ وَهَذَا الْبَيْت مَدْخُول لِأَنَّهُ لَيْسَ كل ضدين إِذا استجمعا حسنا أَلا ترى الْحسن إِذا قرن بالقبيح بَان حسن الْحسن وقبح الْقَبِيح وَبَيت المتنبى سليم لِأَن الْأَشْيَاء بأضدادها يَتَّضِح أمرهَا هَذَا كَلَامه ولأبى الطّيب أَمْثَال كَثِيرَة كَهَذا الْعَجز أَتَت أعجازا فِي أبياته وسأذكرها هَهُنَا مجتمعة وأتكم عَلَيْهَا فِي موَاضعهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَمِنْهَا
(إنّ المَعارفَ فِي أهلِ النُّهَى ذِمَمُ ...)
وَقَوله
(أَنا الغَرِيقُ فمَا خَوْفى مِنَ البَلبَلِ ...)
وَقَوله
(وقدْ يُؤْذَى مِنَ المِقَةِ الحَبيبُ ...)
وَقَوله
(ولَكِنْ ربَّمَا خَفَى الصَّوَابُ ...)
وَقَوله
(وكلّ اغتياب جَهْدُ مَنْ لَا لَهُ جَهْدُ ...)
وَقَوله
(ليسَ التَّكَحُّل فِي العَيْنين كالكَحَلِ ...)
وَقَوله
(وتأبَى الطِّباعُ على النَّاقِلِ ...)
وَقَوله
(وفى المَاضِى لِمَنْ بَقىَ اعْتِبارُ ...)
وَقَوله
(ومَنْ وَجَدَ الإحْسانَ قَيْدًا تقَيَّداَ ...)
وَقَوله
(ومَنْ لكَ بالحرّ الذى يَحْفظ اليَداَ ...)
وَقَوله
(والمُستغرّ بِمَا لَدَيْهِ الأحمَقُ ...)
وَقَوله
(وفى عُنُق الحَسْناءِ يُسْتَحسن العِقْدُ ...)
وَقَوله
(وليسَ بمُنْكرٍ سَبْق الجَوادِ ...)
وَقَوله
(ولكنّ صَدم الشَّرّ بالشَّرّ أحْزَم ...)
1 / 22