Sharh Diwan Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Investigator
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Publisher
دار المعرفة
Publisher Location
بيروت
- الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح تخوفنى الْهَلَاك وَهُوَ عندى دون الْعَار الذى أمرتنى بارتكابه وَقَالَ الواحدى الذى أمرت بِهِ ترك السّفر وملازمة الْبَيْت أى تخوفنى بِالْهَلَاكِ وَهُوَ دون مَا أمرت بِهِ من مُلَازمَة الْبَيْت وَفِيه الْعَار والعار شَرّ من النوائب
٩ - الْغَرِيب الْيَوْم الْأَغَر الْمَشْهُور وَأَصله الْبيَاض والمحجل اسْتِعَارَة وَهُوَ من صِفَات الْخَيل والأغر صَاحب الْغرَّة فى وَجهه والمحجل الذى فى يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ بَيَاض وَيكون لَونه مُخَالفا لَهَا الْمَعْنى يُرِيد يَوْمًا مَشْهُورا يتَمَيَّز على غَيره من الْأَيَّام بِأَن تكْثر فِيهِ الْقَتْلَى من أعدائه ثمَّ يسمع بعدهمْ صياح النوادب عَلَيْهِم فَيطول حِينَئِذٍ استماعه النوادب عَلَيْهِم على الْأَعْدَاء
١٠ - الْغَرِيب العوالى الرماح الطوَال والقواضب السيوف القواطع وَوُقُوع العوالى أى حُلُول العوالى كَمَا يُقَال هَذَا يَقع موقع هَذَا أى يحل مَحَله الْمَعْنى يُرِيد أَن مثله إِذا طلب حَاجَة لَا يبالى أَن يكون دون الْوُصُول إِلَيْهَا رماح وسيوف يُرِيد أَنه يتَوَصَّل إِلَيْهَا وَلَو كَانَ بَينه وَبَينهَا حروب شَدِيدَة لِأَنَّهُ يهون عَلَيْهِ إنْشَاء الحروب فى بُلُوغ مُرَاده
١١ - هَذَا من أحسن الْكَلَام يحث على الشجَاعَة وَينْهى عَن الْجُبْن الْمَعْنى يَقُول إِذا كَانَت الْحَيَاة لَا تبقى وَإِن كَانَت طَوِيلَة فأى معنى للجبن لِأَن كل دَائِم إِلَى فنَاء وَهَذَا من كَلَام الْحُكَمَاء قَالَ الْحَكِيم وَآخر حركات الْفلك كأوائلها وناشئ الْعَالم كلاشيه فى الْحَقِيقَة لافى الْحس وَقَالَ ابْن الرومى
(رأيْتُ طَوِيلَ العُمْرِ مِثْلَ قَصِيرِهِ ... إِذا كَانَ مُفْضَاهُ إِلَى غايَةٍ تُرَى ...)
١٢ - الْغَرِيب إِلَيْك كلمة تحذير وتبعيد أى تباعدى عَنى والأفاعى جمع أَفْعَى وَهُوَ الْعظم من الْحَيَّات الْمَعْنى قَالَ ابْن جنى يَقُول لست مِمَّن إِذا تخوف عَظِيمَة صَبر على مذلة وهوان فَشبه الأفاعى بالعظيمة والعقارب بالذل وَقَالَ الواحدى جعل عض الأفاعى لكَونه قَاتلا مثلا للهلاك وَجعل لسع العقارب مثلا للعار لِأَنَّهُ لَا يقتل وَقَالَ ابْن فورجة من بَات فَوق العقارب أدته بِكَثْرَة لسعها إِلَى الْهَلَاك كَمَا لَو نهشته الأفعى وَإِنَّمَا يُرِيد الْعَار أَيْضا يُؤدى الْإِنْسَان ذَا الْمجد إِلَى الْهَلَاك لتعيير النَّاس إِيَّاه بل هُوَ أَشد لِأَنَّهُ عَذَاب يتَكَرَّر والهلاك دفْعَة وَاحِدَة فَجعل الأفاعى مثلا للهلاك والعقارب مثلا للعار
1 / 150