Sharh Diwan Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Investigator
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Publisher
دار المعرفة
Publisher Location
بيروت
- الْإِعْرَاب غيظ الحاسدين انتصب على النداء الْمُضَاف وَقَالَ ابْن القطاع على الإغراء أى الزم غيظ الحاسدين أَو على الْمَفْعُول من أَجله أى أَقُول لَك لبيْك من أجل غيظ الحاسدين الْمَعْنى قَالَ الواحدى أظهر الْإِجَابَة إِشَارَة إِلَى أَنه بِنِدَاء منادى والراتب الْمُقِيم قَالَ الْخَطِيب صرع الْبَيْت لانتقاله من الْمَدْح إِلَى الْإِجَابَة
٣٧ - الْغَرِيب الحنك جمع حنكة وهى التجربة وجودة الرأى وَرجل محتنك ومحنك إِذا عضته الْأُمُور وجربها والغر بضده أى الذى لم يجرب الْأُمُور وَلَا يفكر فى العواقب الْمَعْنى يَقُول لَك تَدْبِير ذى حنك وارتفع بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره مقدم عَلَيْهِ مَحْذُوف أى لَك تَدْبِير ذى عقل وَرَأى مجرب للأمور مفكر فى العواقب لكنه إِذا هجم فى الوغى هجم هجوم الغر يُرِيد أَنه جمع بَين الضدين بتدبير الْملك تَدْبِير مجرب مفكر فى العواقب وإقدامه إقدام غر وَمثله لحبيب
(مَلكٌ لَهُ فِى كُلّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ ... إقْدَامُ غِرّ وَاعْتِزَامُ مجرّبِ ...)
وَله أَيْضا
(كَهْلُ الأناةِ فتَى الشَّذاةِ إذَا عَدا ... للْحَرْبِ كانَ المساجِدَ الغِطْرِيفا ...)
وَله
(وَمُجَرَّبُونَ سَقاهُمُ مِنْ بأْسِهِ ... وإذَا لُقُوا فكأنهُمْ أغمارُ ...)
٣٨ - الْمَعْنى يَقُول لَو يجاوزك طَالب يطْلب عطاءك لأنفقت مَالك فى طلب من تعطيه المَال
٣٩ - الْإِعْرَاب الأَصْل أستطيعه فأدغم التَّاء فِي الطَّاء كَقِرَاءَة حَمْزَة ﴿فَمَا اسطاعوا أَن يظهروه﴾ بتَشْديد الطَّاء وَغَيره بِحَذْف تَاء الافتعال الْغَرِيب الثَّنَاء يكون فى الْخَيْر وَحكى ابْن الأعرابى أَنه يسْتَعْمل فى الْخَيْر وَالشَّر وأنشدنا
(أثْنِى عَلىَّ بِما عَلِمْتَ فانَّنِى ... أُثْنِى عَلَيكِ بِمِثلِ رِيحِ الجَورَبِ ...)
قصره أَبُو الطّيب ضَرُورَة وَحكى ابْن سعد عَن أَبى الطّيب وَهُوَ على بن سعد وَلَيْسَ هُوَ مُحَمَّد بن سعد صَاحب الطَّبَقَات لِأَن ذَلِك قديم الْوَفَاة توفى بعد المئتين وَأَبُو الطّيب ولد سنة إِحْدَى وَقيل أَربع وَثَلَاث مئة وَالصَّحِيح سنة ثَلَاث وَثَلَاث مئه قَالَ سَمِعت أَبَا الطّيب يَقُول مَا قصرت ممدودا فى شعرى إِلَّا هَذَا الْموضع
(خُذ من ثناى ...)
وَذَلِكَ أَنه رأى بِخَط أَبى الْفَتْح
(وَقد فارَقت دَارك واصْطِفَاك ...)
بِكَسْر الطَّاء الْمَعْنى يَقُول لَا تلزمنى الْوَاجِب فى ثنائك لأنى لَا أقدر عَلَيْهِ بل سامحنى بِمَا أَسْتَطِيع فَخذ منى الذى أقدر عَلَيْهِ وَإِذا ألزمتنى الْوَاجِب عجزت عَنهُ وَلَا أقدر أَن أقوم بِقدر استحقاقك ثمَّ ذكر عذره
1 / 132