123

Sharh Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigator

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Publisher

دار المعرفة

Publisher Location

بيروت

- الْمَعْنى يُرِيد الناعمات اللينات المفاصل القاتلات بالهجر المحييات بالوصل المتدللات على محبيهن بأغرب الدَّلال والدلال أَن يَثِق الْإِنْسَان بمحبة صَاحِبَة فيتجرأ عَلَيْهِ ٤ - الْغَرِيب الترائب جمع تريبة وهى مَحل القلادة من الصَّدْر وَقيل مَا ولى الترقوتين من الصَّدْر وَقيل مَا بَين الثديين إِلَى الترقوة الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح أشرن إِلَى من بعيد وَلم يجهرن بِالسَّلَامِ والتحية خوف الرقباء والوشاة جعل أَبُو الْفَتْح هَذِه الْإِشَارَة تَحِيَّة وتسليما وَقَالَ الواحدي طلبن أَن يقلن نفديك بِأَنْفُسِنَا وخفن الرَّقِيب فنقلن التفدية من القَوْل إِلَى الْإِشَارَة أى أَنْفُسنَا تفديك وَهُوَ أولى من قَول ابْن جنى قَالَ ذكر التفدية فى الْبَيْت وَلم يقل حاولن تسليمى لِأَن الْإِشَارَة بِالسَّلَامِ لَا تكون بِوَضْع الْيَد على الصَّدْر قَالَ وَقَالَ ابْن فورجه وضع الْيَد على الصَّدْر لَا يكون إِشَارَة بِالسَّلَامِ وَإِنَّمَا أَرَادَ وضعن أَيْدِيهنَّ فَوق ترائبهن تسكينا للقلوب من الوجيب وَلَيْسَ كَمَا قَالَ وَصدر الْبَيْت ينْقض مَا قَالَه انْتهى كَلَامه وَمَا أحسن قَول بَعضهم ينظر إِلَى هَذَا الْمَعْنى (أضْحَى يجانِبُنِى مجَانَبَةَ العِدَا ... وَيَبِيت وَهْوَ إِلَى الصَّباحِ نَدِيمُ ...) (وَيُمرُّ بِى خَوْفَ الوُشاةِ وَلَفْظُهُ ... شَتْمٌ وَحَشْوُ لِحاظِهِ تَسْلِيمُ ...) ١٥ - الْمَعْنى شبه أسنانهن لنقائها بالبرد فَذكر الْمُشبه بِهِ وَحذف الْمُشبه يَقُول (خفت أذيب ثغورهن فذبت أَنا أسفا على فراقهن ...) وَمثله قَول الآخر (وَمِنَ العَجائِبِ أنْ يُذِيبَ مَفاصِلى ... مَنْ لَوْ جَرَى نَفَسِى عَلَيْهِ لَذَابا ...) وَمثله قَول الصنوبري ( (وَضَاحِكٍ عَنْ بَرْدٍ مُشْرِقٍ ... أباحَنِيهِ دُونَ جُلاَّسِى ...) (فَكُلَّما قَبَّلْتُهُ خِفْتُ أنْ ... يَذُوبَ مِنْ نِيرانِ أنْفاسِى ...)

1 / 123