121

Sharh Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigator

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Publisher

دار المعرفة

Publisher Location

بيروت

- الْغَرِيب الْأَشْعَث هُوَ الْمُتَغَيّر من طول السّفر وَبَقَاء الحروب والأرب الْغَرَض والبغية الْمَعْنى يُرِيد أَنى ألازم الْحَرْب بِكُل رجل هَذِه صفته وَمثله لحبيب (مُسْتَرْسِلِينَ إِلَى الحُتُوفِ كأَّنمَا ... بينَ الحُتُوف وبَيْنَهُمْ أرْحامُ ...) ولحبيب أَيْضا: (يَسْتَعْذِبُونَ مَناياهُمْ كأنَّهُمْ ... لَا يَيأسونَ مِنَ الدُّنْيا إِذا قُتِلوا ...) وَقَالَ البحتري: (مُتَسَرّعِينَ إِلَى الحُتُوف كأنَّهَا ... وَفْرٌ بِأرْضِ عَدُوِّهِمْ يُتَنَهَّبُ ...) ٣٨ - الْإِعْرَاب: قح فِي مَوضِع خفض لِأَنَّهُ نعت أَشْعَث ومرحا وطربا مصدران وَقعا فِي مَوضِع الْحَال وحرف الْجَرّ يتَعَلَّق بيقذفه الْغَرِيب القح الْخَالِص من كل شَيْء وَمن روى (صَهِيل الجرد ...) فالأجرد الْقصير الشّعْر وَقيل الذى يتجرد من الْخَيل ويسبقها الْمَعْنى يَقُول إِذا سمع صَوت الْخَيل استخفه ذَلِك حَتَّى يكَاد يطرحه عَن السرج لما يجد من النشاط والطرب وروى ابْن جنى (مرحا بالغزو ...) وَهُوَ أحسن وَأبين وأجود ٣٩ - الْمَعْنى يَقُول الْمَوْت أعذر لى من أَن أَمُوت ذليلا فَإِذا قتلت فِي طلب المعالى قَامَ الْمَوْت بعذري وَالصَّبْر أجمل بى لِأَن الْجزع عَادَة اللئام وَالْبر أوسع لى من منزلى فَأَنا أسافر عَنهُ وَالدُّنْيَا لمن غلب وزاحم لَا لمن لزم الْمنزل وَهَذِه الأبيات الَّتِى أَتَى بهَا فى آخر القصيدة خَارِجَة عَمَّا هُوَ فِيهِ لِأَنَّهُ يمدح رجلا وَيذكر أَنه قد قَصده وَأَن الزَّمَان قد أذاقه بلوى وَشدَّة وَقد جَاءَ يستجدي مِنْهُ ثمَّ يذكر الشجَاعَة مِنْهُ وَطلب الْمُلُوك وَأخذ الْبِلَاد وَأَيْنَ أَبُو الطّيب والملوك رحم الله امْر عرف قدره وَلَقَد أحسن ابْن دُرَيْد الْمقَال فِيمَا قَالَ (مَنْ لم يَقِفْ عندَ انتهاءقَدْرِه ... تَقاصَرَتْ عَنهَ فَسِيحاتُ الخُطا ...)

1 / 121