119

Sharh Diwan Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Investigator

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Publisher

دار المعرفة

Publisher Location

بيروت

- الْغَرِيب خرقاء فزعة متحيرة خرق يخرق إِذا لصق بِالْأَرْضِ من فزع الْمَعْنى قَالَ ابْن جنى تتهم الْإِقْدَام مَخَافَة الْهَلَاك والهرب مَخَافَة الْعَار وَقَالَ ابْن فورجة لَا تتهم الْهَرَب فى الْعَار فَإِن الْعَار كُله فِيهِ وَلَكِن يهتم الْهَرَب فى الْإِدْرَاك أى تقدر أَنَّهَا إِن هربت وَلَا أدْركْت وَمثله لحبيب (مِنْ كُلّ أرْوَعَ تَرْتاعُ المَنُونُ لَهُ ... إذَا تَجَرَّدَ لَا نِكْسٌ وَلا جَحِدُ) وَله أَيْضا (شُوسٌ إذَا خَفَقَتْ عُقابُ لوَائهِمْ ... ظَلَّتْ قُلُوبُ المَوْتِ مِنْها نَخْفِقُ) ٣٠ - الْمَعْنى يَقُول لَهُم مَرَاتِب عالية علت فى السَّمَاء فَصَارَت أَعلَى من الْكَوَاكِب وَلم يلْحقهَا الْفِكر وَهُوَ على آثَار مَرَاتِبهمْ لم يبلغ إِلَيْهَا ٣١ - الْغَرِيب آل رَجَعَ يُقَال طبخت الشَّرَاب حَتَّى آل إِلَى قدر كَذَا وَكَذَا وَآل إِلَى هَارِبا رَجَعَ الْمَعْنى قَالَ الواحدى جعل اقْتِضَاء المحامد نظمها بالشعر نزفا وَجعل الشّعْر لكَونه مُقْتَضى منزوفا يَقُول لم تمتلئ هَذِه المحامد من شعرى أى لم تبلغ الْغَايَة الَّتِى تستحقها من شعرى وَلَا شعرى فسنى فَأَنا أبدا أمدحهم وَيزِيد هَذِه الْجُمْلَة وضوحا أَن يَقُول لَهُم محامد استخرجت شعرى لينظم تِلْكَ المحامد كلهَا فَلم تَنْحَصِر بالشعر وَلم يفن الشّعْر يُرِيد كَثِيرَة محامدهم وَكَثْرَة شعره ومدائحه لَهُم وَجعل الشّعْر كَالْمَاءِ ينزف واستغراق محامدهم فى الشّعْر كملئها بِالْمَاءِ وَلما جعل الشّعْر كَالْمَاءِ جعل إفناءه نضوبا

1 / 119