88

Sharh Diwan Hamasa

شرح ديوان الحماسة

Investigator

غريد الشيخ

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

والانهزام عند هرير الشجعان، ولا أرامي أيضًا، يعني الرمي بالنبال، ولكن أتلقى الشر وأصدمه بوجهي. ويشهد لهذا أول البيت التالي له، وإنما قال ذلك لأن المرماة تكون من بعيد فتخطئ وتصيب، وعند المكافحة تثكل الأمهات. ولكني يجول المهر تحتي ... إلى الغارات بالعضب الحسام العضب: القطع والمنع، ثم قيل سيفٌ عضبٌ، أي قاطعٌ، كما قيل ضيفٌ في الضائف. وقال الخليل: سمي السيف حسامًا لأنه يحسم العدو عما يريد من بلوغ عداوته. وقوله: بالعضب، أي ومعي العضب، وهو في موضع الحال. ومعنى البيت ظاهر. ابن زيابة التيمي مأخوذٌ من زيب الرجل. نبيث عمرًا غارزًا رأسه ... في سنةٍ يوعد أخواله جعل غرز الرأس كنايةً عن الجهل والذهاب عما عليه وله من التحفظ. ونبئ وأنبئ مما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل. فعمرًا انتصب على أنه مفعول ثانٍ. وغارزًا، انتصب على أنه مفعولٌ ثالث، ورأسه انتصب من غارزًا. وأراد بالسنة: الغفلة، وهي ما يحدث من أوائل النوم في العين ولم يستحكم بعد. وهذا من أحسن التشبيه وأبلغ التعريض. والإيعاد إذا كان على وصف حقيقٌ بالتهجين. يدل على ذلك قوله. وسنان أقصده النعاس فرنقت ... في عينه سنةٌ وليس بنائم وقد فصل الله تعالى بينهما بقوله: " لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ ". والفعل وسن يوسن وسنًا. وموضع يوعد نصبٌ على الحال. ومعنى غارزًا رأسه: مدخلًا؛ ومنه الغرز بالإبر. ويقال: غرز فلانٌ رجله في الغرز، أي في الركاب. وتوسعوا حتى قالوا: اغترز فلانٌ في ركاب القول. وتلك منه غير مأمونةٍ ... أن يفعل الشيء إذا قاله

1 / 106