============================================================
وأما قوهم: (وأيقنوا أنه كلام الله تعالى جل وعلا بالحقيقة)، أي تحققوا بالسمع والعقل بأن كلام الله صفة له كالعلم والحياة، فيستحيل أن يكون مخلوقا ككلام البرية.
وأقا قولهم: (فمن سمعه وزعم أنه كلام البشر فقذ كفر)، وهذا ظاهر، لأن فيه تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه قال: إن القرآن كلام الله عز وجل، فمن زعم أنه كلام البشر فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خبره فيكون كافرا بالردة والتكذيب.
وأما قوهم: (وقد ذقه الله تعالى وأوعده بسقر)، أي عابه الله، وأوعده عذابه، حيث قال فيمن قال: (( اذ هذا إلا قول البشر ((8) سأضليه سقر ) [المدثر: 25 - 26]، أي: ما هذا القرآن إلا قول البشر، فصار ذلك القائل بذلك كافرا مستحقا دخول سقر، وهو أشد العذاب.
وأما قوهم: (فلتما أو عد بسقر لمن قال: إن هذا إلا قول البشر}، علمنا أنه قول خالق البشر، ولا يثبهه قول البشر)، فإنما قالوا ذلك لأن الكلام صفة المتكلم، والقول صفة القائل، فكان القول بخلق القرآن وحدوثه وصفا لله تعاك بمعني من معاني البشر، فيكون گفرا، لما فيه من تشبيه الرب بالخلق، إذ البشر لما كان مخلوقا محدثا كان كلامه الذي هو صفته مخلوقا، ويتعالى الله عز وجل عن معاني خلقه.
وأما قولهم: (فمن أبصر هذا اعتبر) معناه: فمن تأعل في هذه المعاني وبحث
Page 97