============================================================
199 وهذا النص من ابن تيمية فوق أنه رد على الأصل العظيم (ما قام به الحادث فهو حادث) يبين ما نبهنا إليه في أول هذه الرسالة؛ أن مسألة قيام الحوادث بذات الله تعاى لها علاقة وثيقة ومباشرة بمجموعة من كبريات المسائل الاعتقادية الخطيرة جدا، مثل: أن الله جسم عند القائلين بجواز قيام الحوادث به، وأن حدوث العالم الذي هو دليل إثبات الصانع لا يصح ولا يتم إلا بناء على القول بأن ما قام به الحادث فهو حادث، وأن تمام الاستدلال على حدوث العالر أيضا متوقف على إبطال حوادث لا أول لها.
متابعة ابن أبي العز لابن تيمية في إثبات حلول الحوادث بذات الله تعالى عن ذلك ومن كان في شك في معنىن ما تقلناه من ألفاظ ابن تيمية، فلينظر في كلام لابن أبي العز، الذي هو من متابعي ابن تيمية، في الكتاب المسم (شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق جماعة من العلماء وتخريج أحاديثها للألباني، وله طبعات كثيرة. وأيضا تحقيق الشيخ أحمد شاكر: ص80)، حيث قال ابن أبي العز تعليقا - ولا أقول شرحا - على قول فقهاء الملة: (ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لريزدد بكونهم شييا لر يكن قبلهم من صفته. وكما كان بصفاته أزليا، كذلك لا يزال عليها أبديا)، الذي نقلناه في هذه الرسالة وقررنا معناه، قال في الصفحة المذكورة: وحلول الحوادث بالرب تعالى، المنفي في علم الكلام المذموم، لم يرد نفيه في كتاب ولا سنة. انتهل بنصه.
وإن أراد ابن أبي العز ب: الكتاب، كتاب الله، فقد قال تعاى في محكم كلامه
Page 199